الفانوووس .. أومأ الطفل سعيد بأصبعه وعلى شفتيه شبه تسأول = ايه .. دّه .. يا بابا = ماذا؟ ما..ذا ؟! .. هذا .. هذا .. الأبيض واللي وسطه شيء يحترق ..!! =آه شئ يحترق ياسعيد .. أه ..أه.. أه..ه ه = ذلك عمرنا .. تلك حياتنا ياطفلي الصغير.. .. أنا .. لست صغيراً .. حتى عمري 7 أعوام = أتمنى لك ولمن هم على شاكلتك وفي عمرك أعوام طويلة .. أنت ليه .. ما تبغى تقل لي ماهذا ؟! = آه .. اسمه .. الفانوووس..!! .. هكذا اسمه فانوووس.. = من سماه .. فانوووس .. جدي وجدك .. وربما الكثير ممن مضوا .. وانتهوا ..!!فين راحوا؟! = ذهبوا إلى المصير المحتوم .. ولكن لم هذه الاسئلة .. أنت زعلااااان علشان سألت = لا .. لكنني حزين ومتألم .. .. بس لا تبكي .. أمي تقول الرجاااااال لايبكون = آه .. الرجال لايبكون لكنهم يحترقون ويذوبون كما تذاب شمعة الفانوووس وتتلاشى .. والشكوى لله.. (ه الحفلةّ) كرت الدعوة كان مميزاً لكي يكون "ضيفاً" ..وهو بطبعه لايحب أن يتردد على مثل هذه الحفلات .. لأنه يحس أن الناس اختلفوا عن الذي كان سابقاً .. في السابق كان "الفرح" طاغياً على الوجوه.. رفع سماعة الهاتف عسى أن يجد أحداً من ابنائه متفرغاً لكي يأخذه معه .. لكن "الابن" تفلسف وتقعر وقال .. لا وقت لدي..صرخت "المرأة"متألمة ..ما الذي يعوقه عن الحضور.. ضحك بصوت عاااال.. ما الذي يضحك أنا متألمة وأنت تضحك وأردفت .. =يا بّرودك يارجل .. خير لي أن أكون بارداً من أن تشتعل في أعصابي شيئاً يحرق .. وأنا ما أنا ناقص. = هؤلاء هم من تعلق عليهم الأمااااال .. .. معقول .. هؤلاء .. كيف؟ = لا تدخلنا في متاهات لانُّحبها.. .. ولهذا أنا ذاهب"للحفلة" كي أفرح ؟ = وأولاك.. ما بالهم؟! = دعيهم .. فهم لايحبون أن يحضروا مثل هذه الأفراح .. لماذا .. وكيف؟ = لا شيء مجرد غرور .. كفانا الله شره .. .. حقاً كفانا الله شره..