تتجدد طموحات البحرين في تحقيق حلمها القديم الجديد باحراز اللقب الخليجي الأول الذي طال انتظاره لما يقارب العقود الأربعة من الزمن، أي منذ انطلاقة النسخة الأولى من الدورة عام 1970 على أرضها وبين جمهورها مع انها اقتربت منه في أربع مناسبات واكتفت بالوصافة فقط. ويخوض المنتخب البحريني هذه المرة منافسات دورة كأس الخليج التاسعة عشرة ضمن المجموعة الأولى إلى جانب عمان والعراق والكويت. والبحرين وعمان هما الوحيدتان اللتان لم تنلا شرف تحقيق البطولة، فالعراق والكويت دخلا في سجلاتها بقوة وخصوصا الكويت حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب (9 مرات)، وبالتالي فأن المنافسة ستكون قوية ومحتدمة في المجموعة، التي وصفها النقاد بالمجموعة الأقوى والأصعب، لخطف بطاقتي التأهل الى الدور نصف النهائي. وقد تكون فرصة منتخب البحرين مؤاتية هذه المرة، معولا على ما تبقى من جيله الذهبي الذي حقق الانجاز الأبرز للكرة البحرينية منذ تأسيس اتحاد الكرة عام 1957 وانضمامه للاتحاد الدولي (فيفا) عام 1966 عندما حقق المركز الرابع في منافسات كأس آسيا عام 2004 في الصين، والى جانبهم مجموعة من اللاعبين الشباب الواعدين الذين سطع نجمهم في الآونة الأخيرة والذين يأملون أن تكون مسقط فأل خير عليهم. والجيل الذهبي البحريني كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا بعد أن تأهل إلى المرحلة الأخيرة من التصفيات ولعب في مباراة الملحق الفاصل بين آسيا والكونكاكاف أمام منتخب ترينيداد وتوباغو، فخسر في لقاء الإياب في المنامة صفر-1 رغم انه خرج بتعادل ثمين 1-1 ذهابا في بورت أوف سبين. القيادة الفنية للمنتخب البحريني هذه المرة ستكون باشراف المدرب التشيكي ميلان ماتشالا الخبير والملم بالكرة الخليجية والذي نال شرف تحقيق اللقب الخليجي مرتين مع منتخب الكويت في الدورة الثالثة عشرة في مسقط عام 1996 والرابعة عشرة في البحرين عام 1998. وقد تتفاءل البحرين بماتشالا الذي تعاقد معه اتحاد الكرة في منتصف عام 2007 خلفا للمدرب البوسني سيناد كريسو الذي استلم المهمة مؤقتا بدلا من الالماني هانز بيتر بريغل بعد استقالته من تدريب المنتخب خلال منافسات دورة كأس الخليج الأخيرة في أبوظبي. ويعود سر التفاؤل إلى أن ماتشالا حقق اللقب الخليجي الأول مع الكويت في عمان، والثاني عام 98 في البحرين، فضلا عن خبرته الكبيرة في الملاعب الخليجية، فهو لم يغب عن البطولات الخليجية الثلاث الأخيرة حيث قاد المنتخب العماني في أبوظبي 2007 والدوحة 2004، وقبلها في الكويت 2003، إلى جانب تدريبه للكويت في بطولتي 96 و98. يعول ماتشالا هذه المرة على نجوم المنتخب البحريني لكرة القدم المحترفين في الملاعب الخليجية وأبرزهم علاء حبيل وحسين بابا (أم صلال القطري) ومحمد السيد عدنان (الخور القطري) وسلمان عيسى (العربي القطري) وعبدالله فتاي (الخريطيات القطري) ومحمود جلال ومحمد حسين (السالمية الكويتي) ومحمد حبيل واسماعيل عبداللطيف (العربي الكويتي) وعبدالله المرزوقي (الكويت الكويتي) وجيسي جون (أكسيلسيور موسكورن البلجيكي) إلى جانب اللاعبين المحليين بقيادة طلال يوسف ومحمد سالمين وراشد الدوسري ومحمود عبدالرحمن (رينغو) وإبراهيم المشخص وفوزي عايش وحسين سلمان وعبدالله عمر وعبدالله الدخيل ومحمود عباس وحسن السيد عيسى والحارسين محمد السيد جعفر وعباس أحمد. حان الوقد لاحراز اللقب رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة اكد ان الوقت قد حان لتحقيق اللقب الخليجي للمرة الأولى، وقال في تصريح لوكالة "فرانس برس": "الفريق يضم نخبة نجوم الكرة البحرينية الذين أكدوا تميزهم مع فرقهم سواء في الأندية الخليجية أو الأندية المحلية، فضلا عن وجود مدرب خبير وملم بخبايا وأسرار الكرة الخليجية". وأضاف "ندرك أن المهمة لن تكون سهلة، فمنتخبات المجموعة تملك حظوظا قوية في التأهل الى نصف النهائي والمنافسة على اللقب الخليجي، فعمان حالها مثل حال البحرين تطمح للقب الأول، والعراق أبطال آسيا يريدون تأكيد حضورهم القوي، والكويت تريد استعادة مجدها الكروي الذهبي". وتابع الشيخ سلمان "اعداد المنتخب هذه المرة اقتصر على الجانب المحلي وذلك للظروف التي أحاطت باللاعبين وغيابهم عن التدريبات الاعدادية لارتباطهم بأنديتهم خارج البحرين، ولكن هذا ليس عذرا مسبقا في حال عدم تحقيق الهدف المرجو"، وأردف قائلا "يجب أن نكون واقعيين، فبطولات الخليج لها أهميتها لدى الجميع، وكل منتخب لديه الحق في المنافسة، وبالتالي سيكون هدفنا التأهل الى نصف النهائي، ومن ثم سيكون لكل حادث حديث".