أقامت رابطة الأدب الاسلامي العالمية بمكتبها الاقليمي بالرياض الملتقى الدوري للأدباء الشباب مساء الاربعاء 20-12-1429ه، وأشرف عليه وقرأ نصوصه الأديبان الناقدان: الدكتور حسين علي محمد، والدكتور وليد قصاب الأستاذان بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد ألقيت عشر مشاركات وحضر اللقاء عدد من الأدباء والمثقفين، ومحرري الصحافة الأدبية. نسيم القوافي بدأ اللقاء بقصيدة جميلة بعنوان:" نسيم القوافي" للشاعر بدر محمد الحسين الذي تنضج تجربته يوماً بعد يوم على حد تعبير الناقد الدكتور وليد قصاب، وتتميز القصيدة بصورها المكثفة، والمقدرة على الانزياح اللغوي، وتقطف ألفاظها من المعجم الرومانسي، وتشع من فضاء الطبيعة مضموناً وشكلاً: نسيم فاح من روض القوافي ندي ساحر النغمات صافي يمر على القلوب مرور بدر على الدنيا فتبتسم الفيافي لطيف لين اللمسات عذب كما الحسناء في ثوب الزفاف وتمضي قصيدة:"إلى المتنبي" للشاعر أحمد القدومي إلى استدعاء التاريخ وبث مواجعها العصرية في فلسطين الجريحة من خلال التراث الذي يحمل أمجاد الماضي رغم فجائع الحاضر، وهي تشعل فينا الأسى من خلال الأسئلة: من أين ابدأ؟ يا نجيّ الروح في وحي القصيدة في ابتهالات الروح من أين أبدأ؟ والظنون هي الظنون وأنت في وسط الحراب حين ضيّع العيد الفرح ويسلمنا الشاعر المهندس مؤيد حجازي إلى مصاحبات لغوية جديدة، ولغة مشعة في قصيدته: (العيد ضيّع الفرح) الذي يفجر عنوانها مفارقة بين الحزن والفرح، فالعيد رمز للفرح ولكنه أضحى رمزاً للحزن في ظل حصار غزة وجراح العراق، وقد مزج في القصيدة بين الشعر العمودي وشعر التفعيلة: غابت عن الجوزاء بارقة فغبتْ والعاريات بكين أطلال البطل عيداً بعد عيد أفلت سعادات تزيف حلمنا بضياء سعد لو أتانا ما أفل كما شارك في إنشاد الشعر الفتى محمد اقبال، والطفل أحمد أيمن ذو الغنى. ومضات من النثر تنوع النثر بين القصة والمقالة والسيرة الذاتية الأدبية، فقد جاءت مقالة (المؤمنون إخوة) للكاتب ياسين عبدالوهاب تشرق من المضمون القرآني حتى في عنوانها، وهي من مقالات السيرة الذاتية فيتحدث من خلالها عن تجربته في الحج، واستخدم التقنيات القصصية، ولعلها مزجت بين المقالة والقصة فيما يسمى في النقد الحديث "بتراسل الأجناس" وفيها من الإيحاء واللغة الحية والوجدان الحي ما يغري المتلقي بتأملها. أما مقالة الأديب أيمن ذو الغنى عن العالم الأديب محمد اجتباء الندوي فقد عبّرت عن سيرة هذا الأديب الاسلامي الجليل رحمه الله، واتسمت برشاقة العبارة وفصاحتها، وأصالة الأسلوب الذي يحرص عليه الكاتب، كأنك تقرأ للأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي في أسلوبه الفصيح وعباراته المختارة المحلقة في فضاء الإبداع. وأخيرا شارك القاص محمود حسين عيسى في الملتقى بقصة "كسرت هامتي" في لمحة إنسانية، ومناجاة عاطفية بين زوج وزوجته، وهي تشير إلى تقدم محمود حسين في أسلوبه، وفنيته رغم قلة مشاركاته في مثل هذه الملتقيات.