الساعة الثانية عشرة ظهرا سيارتان تمشيان امامي، اضاءات الاشارة الصفراء، توقفت السيارة الامامية وسائق السيارة التي خلفه وضع يده على المنبه بقوة ضغطة طويلة واخرج رأسه من الشباك وقال بصوت مرتفع تحرك يا... امشي يا... جنب يا ... ونزل سائق السيارة الامامية غاضباً واخرج معه خشبة غليظة وقال ماذا تقول يا ... انزل يا ... ونزل سائق السيارة الخلفية واخرج معه حديدة واشتغل الشتم والضرب وسالت الدماء احدهما سقط ارضا مغشيا عليه من الضرب والاخر سقط على الارض من شدة النزيف وحضرت الشرطة والاسعاف والمرور وتجمهر المشاهدون وتوقفت الحركة حتى اخذهم الاسعاف الى المستشفى ثم العناية المركزة والاولاد والبنات ينتظرون في المدارس للعودة الى البيت قلت لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ماذا استفاد الاثنان من هذه المعركة الشرسة سوى ما شاهدناه وما سوف يترتب عليه بعد ذلك من اضرار جسيمة في الانفس والمال. قال الله تعالى في كتابه العزيز:"والذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش واذا ما غضبوا هم يغفرون" الشورى 37. وعن سلمان بن صرد قال : "كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان، واحدهما قد احمر وجهه وانتفخت اوداجه (من الغضب) فقال ؤسول الله صلى الله عليه وسلم "اني لا علم كلمه لو قالها لذهب غنه ما يجد، لو قال : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد" "من كظم غيظا، وهو قادر على تان ينفذه، دعاه الله سبحانه وتعالى على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء". وقال حكيم : الغضب مفتاح كل شر وقالت الحكمة العربية : اذا غضبت فاسكت وقال عنترة بن شداد: لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلى من طبعه الغضب فيا سادة ياكرام علموا اولادكم كيف يتجنبون الغضب والعنف لما له من اضرار وخيمة ونذكرهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "وليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"، وصلى الله على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.