انا فتاة غير متزوجة مشكلتي في الحقيقة أن في شهر رمضان ينقلب كيان بيتنا، المشاكل دائمة فيه وغالبا سببها والدي، يشتم في الكل والدتي واخوتي ويدعي علينا وعلى نفسه بدون سبب او مبرر، لا اعلم لماذا ؟! علما بأنه يهدأ قليلا بعد فترة الافطار، ولا اعرف الطريقة التي نتعامل بها معه، لدرجة بكائي احيانا ؟! فأصبحنا لا نستمتع بالشهر الفضيل لكثرة مشكالنا الأسرية فيه. فماذا نفعل؟. م.س - الطائف يجيب على السؤال محمود القلعاوي استشاري اجتماعي، فيقول: أعانك الله على ما أنت فيه. من المهم بمكان أن نفرق بين ما يحدث من والدك وضيقك من هذا كله وبين شهر رمضان ونفحاته وبركاته.. هذا الشهر الكريم الذى تفتح فيه السماوات وأبواب الرحمة وأبواب العتق من النار.. وتغلق أبواب جهنم. إن ما يحدث لوالدك لا علاقة له بالصوم ولا بشهر رمضان.. فما أراد الله بصيامنا أن نعذب ولكن ما أراده لنا «لعلكم تتقون».. لعلنا نتهذب .. ولعلنا نقترب من الله. ما يعانيه والدك من غضب شديد أمر خطير لابد من أن يتخلص منه.. فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه، أن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: استبّ رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه وتنتفخ أوداجه، فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه هذا: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: «إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإذا ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع. وعليك بالنصائح الاتية: دعاء له بالهداية وأن يذهب الله عنه غضبه وهمه.. وأن ينصره على شيطانه.. وأن يطهر بيتكم من الشياطين والجن.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.. والصمت والعفو، قال تعالى: «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين».. وقال: «ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور».. فالصبر أختي الكريمة على ما ابتلاك الله به.. وستجدين أجر صبرك عند ربك واطلبي من والدك أن يتوضأ عند غضبه.. فالغضب من النار ولا يطفئ النار إلا الماء. وضعي في طريق والدك ورقة بشكل غير مباشر عن خطورة الغضب وكونه طريق غضب الله عز وجل وعن تغيير الحال.. فإن كان واقفاً جلس وإن كان جالساً رقد.. المهم تغيير حاله.. واقترحي على إمام المسجد الذى يصلي فيه والدك أن يتكلم عن كظم الغيظ.. وكونه من صفات عباد الله المحسنين.. وأكثري من الاستغفار له.