في ذلك اليوم الجميل كان الأب يستعد للخروج بأسرته للاحتفال بالسيارة الجديدة التي اشترها ، وبينما هو مشغول في تفحص السيارة وبيده مفتاح معدني ، كان ابنه ذو الست سنوات يتبع خطواته ، قام الابن بالتقاط حجر من الأرض ، وبدأ بالخط على طلاء السيارة الجديدة ، انفجر الأب غضبا من فعلت الصغير ، وبدون شعور إذ به يضرب الصغير على يده بالمفتاح الحديدي مما ادئ إلى كسر إصبعه ، تعال صوت الصغير بالبكاء من شدة الألم ، أسرع الأب حمله إلى اقرب مستشفى في محاولة لإيقاف هذا النزيف الشديد من إصبع الصغير ، الذي تهشم من شدة الضربة ، قام الأطباء بالتدخل السريع ، ولكن كانت الصدمة الشديدة للأب ، حيث اخبره الأطباء ...... بضرورة بتر إصبع ابنه الصغير خوفا من تعفنه ، بدأ الأب في رجاء الأطباء بعدم قطع إصبع الصغير ، ولكنهم أوضحوا له ضرورة هذه العملية ، خرج الأب بعد أن ترك فلذة كبده بين أيديهم ليبتروا إصبعه الصغير ، خرج غاضبا إلى السيارة وبدأ في ركل المنطقة التي خط عليها الصغير المسكين برجله ، ولكن المفاجأة كانت كبيره ، دقق الأب النظر في خدوش صغيره على طلاء السيارة ، مرات ومرات ، ويالهول الواقعة ، لم يكن الصغير يخربش الطلاء بل يكتب كلمة علمها له معلمه في المدرسة ( أحب أبي ) ، اعادة الأب قراءة الكلمة التي حفرها الصغير على السيارة ، والألم يمزق قلبه ، هل هذا ما كافأت به صغيري ، لأنه يحبني بترت إصبعه لارتاح من غضبي ، تمنى الأب انه لم يشتري هذه السيارة ، تمنى أن يدفع قيمة عشرات السيارات ليعيد إصبع ابنه إلى يده مره أخرى ، عاد مره أخرى إلى المستشفى للاطمئنان على صغيره الذي خرج من غرفة العمليات ، جلس الأب بجوار ذلك الصغير ، أفاق الصغير من العملية ، بدأ في النظر إلى يده ، وكانت الصدمة كبيره للصغير ، لقد فقد احد أصابعه ، سأل أبيه في براءة متى سينمو إصبعي مره أخرى يا أبي ؟؟؟ ، انفجر الأب باكيا ، تمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه في تلك اللحظة التي ضرب فيها فلذة كبده ، ولكن الندم لايعيد إصبع صغيره . عرف الأب أن ماقام به كان نتيجة لشدة غضبه ، وان الشيطان تمكن منه ليؤذي أحب الناس إلى نفسه ، استرجع في ذاكرته ذلك الحديث النبوي فعن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال : كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان ، فأحدهما احمرَّ وجهه ، وانتفخت أوداجه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :\" إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان . ذهب عنه ما يجد \" . فقالوا : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : \" تعوذ بالله من الشيطان \" فقال : وهل بي جنون ؟ وتذكر قول الله تعالي : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم) تذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ليس الشديدُ بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ( نعم هذه هي القوه تمالك شدة الغضب ، وكم نحن أيضا نعمل ماعمل هذا الأب كل يوم ولكن بأقل اثر ، وأتمنى ألا يأتي يوم ونسبب لأبنائنا عاهة مستديمة بسب الغضب ، تذكر أخي القارئ هذه النصائح في حاله الغضب ، أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، أن تخرج من المكان الذي أنت به أو تغير وضعك بالجلوس أو الوقوف ، أن لاتتصرف ولا تتكلم في حاله غضبك حتى لاتندم على ذلك ، أن تتجنب أسباب الغضب النفسية والعضوية والاجتماعية ، الوضوء له مفعول كبير في إطفاء الغضب ، اعاننا الله وإياكم على السيطرة على الغضب ، وحفظ أبنائنا من كل مكروه . عبدالرحمن عويض الجعيد [email protected]