حول الحديث عن مستقبل العلاقات الأمريكية الروسية في ضوء المستجدات العالمية وخاصة ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من صراعات وتحالفات، أكد إدموند غريب، أستاذ العلاقات الدولية، أن روسيا ما زالت تتقمص شخصية الاتحاد السوفيتي على الرغم من سقوطه منذ فترات زمنية طويلة، لافتا إلى أن الحديث عن عودة الحرب الباردة بين روسياوالولاياتالمتحدة أصبح أمراً منطقياً لكنه لم يتصاعد بعد. وأشار – في حديث أدلى به لبرنامج حوار الليلة المذاع على قناة Sky News العربية - إلى أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما أعلن حرصه على استمرار العلاقات مع روسيا، لافتا إلى أن وصف أوباما لنظيره الروسي فلاديمير بوتين بالطفل غير المبالي لم يؤثر كثيراً على العلاقات بين البلدين، لافتاً إلى أن أمريكا لن تتمكن من وضع روسيا تحت سيطرتها. وأفاد بأن قضية الجاسوس الأمريكي "سنودن" أدت إلى التأثير سلبياً على العلاقة بين واشنطنوموسكو حيث ترى الإدارة الأمريكية أن سنودن خائن ويجب إعادته إلى الولاياتالمتحدة ومحاكمته، معتبرة استقبال روسيا له تحدياً واضحاً لها. وأضاف أن البعض بات يتحدث وبنبرة عالية عن أفول الحقبة الأمريكية، ولكن البعض الآخر يرفض ذلك ويرى أن الولاياتالمتحدة مازال لديها القدرة على التأثير في العالم معتمدة على القوة التي تمكنها من ذلك، ومن ثم فسيطرتها على العالم سوف تستمر. وأوضح أن التدخلات الأمريكية في الحروب كلفت واشنطن الكثير من الأموال والأشخاص، لافتاً إلى أن أمريكا لا تزال الدولة الأقوى في العالم ولكن السيطرة القطبية الأحادية على العالم تراجعت إلى حد ما. وأكد أن روسيا ترغب في إتمام علاقات التعاون مع الولاياتالمتحدة والقضاء على أزمة الثقة القائمة بين البلدين، لافتاً إلى وجود قلق أمريكي من لجوء موسكو إلى تقديم مزيد من الدعم لإيران لإتمام برنامجها النووي. وأشار إلى أن كلاً من روسياوالولاياتالمتحدة سوف يحرصان على استمرار التعاون المشترك بينهما، حيث لا ترغب أمريكا في خلق أي نوع من التحالف بين روسيا والصين إلى جانب وجود عدد من الملفات المشتركة مثل الملف الكوري الشمالي والملف النووي الإيراني.