في خطوة تهوي بالعلاقة بين الولاياتالمتحدةوروسيا إلى أدنى مستوياتها منذ وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السلطة عام 2008، أعلن البيت الأبيض إلغاء زيارة أوباما لموسكو ولقائه المقرر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مبرراً ذلك بأن «التقدّم طفيف» في مسائل حيوية بالنسبة إلى علاقات البلدين، ومنح موسكو المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركي إدوارد سنودن لجوءاً سياسياً موقتاً. وأبدى الكرملين «خيبة» من قرار واشنطن، إذ رأى فيه يوري أوشاكوف، مستشار الشؤون الدولية لبوتين، انعكاساً لعجز الولاياتالمتحدة عن تطوير علاقة «متساوية» مع روسيا. واستدرك أن الدعوة الموجهة إلى أوباما «ما زالت قائمة، وواضح أن القرار يرتبط بوضع سنودن، والذي لم يكن من صنعنا إطلاقاً». واتهم الأميركيين ب «تجنّب إبرام اتفاق لتسليم مجرمين»، والامتناع عن استجابة طلب روسيا تسليمها «مرتكبي جرائم على أراضيها». واستدرك أن الديبلوماسيين الروس «مستعدون لمواصلة العمل مع الشركاء الأميركيين حول كلّ المسائل الأساسية على جدول الأعمال الثنائي والمتعدد الطرف». ووَرَد في بيان استثنائي للبيت الأبيض: «بعد مراجعة دقيقة بدأت في تموز (يوليو)، توصلنا إلى نتيجة مفادها أن العلاقات مع روسيا لم تسجل تقدماً جديداً لعقد قمة أميركية - روسية مطلع أيلول (سبتمبر)» المقبل. ولفت إلى أهمية «التقدّم المحرز مع روسيا خلال الولاية الأولى للرئيس، والذي يشمل اتفاق ستارت الجديد والتعاون في ملفات أفغانستان وإيران وكوريا الشمالية». واستدرك: «نظراً إلى عدم إحراز تقدّم في الأشهر ال12 الماضية، في مسائل مثل منظومة الدفاع الصاروخي والانتشار النووي والتجارة ومسائل الأمن العالمي وحقوق الإنسان والمجتمع الدولي، أبلغنا الحكومة الروسية أننا نعتبر أن تأجيل القمة حتى نرى نتائج ملموسة في جدول أعمالنا المشترك، سيكون بنّاءً في شكل أفضل». ولفت البيان إلى أن «القرار المخيّب بمنح روسيا إدوارد سنودن لجوءاً موقتاً كان عاملاً في تقويم الوضع الراهن لعلاقتنا الثنائية». وشدد البيت الأبيض على أن الرئيس الأميركي سيشارك في قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ، والتي كان أعضاء في الكونغرس دعوا إلى نقلها من روسيا. وأكد البيت الأبيض المضيّ في اجتماع مقرر في واشنطن غداً، بين وزيري الخارجية والدفاع الأميركيَّين جون كيري وتشاك هاغل ونظيريهما الروسيَّين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو. ويُرجّح أن ينعكس التشنج في العلاقة بين واشنطنوموسكو، في الشرق الأوسط، خصوصاً الملف السوري ومؤتمر «جنيف -2 « الذي لم يُحدد موعده بعد. وكان أوباما اعتبر أن امتناع موسكو عن تسليم سنودن «يعكس تحديات كامنة واجهناها مع روسيا أخيراً». ولفت في حديث إلى شبكة «أن بي سي»، إلى أن الروس «يستعيدون أحياناً عقلية الحرب الباردة». وزاد: «ما أقوله باستمرار للرئيس بوتين، هو أن هذا بات من الماضي وعلينا التفكير في المستقبل». ودافع عن برامج التنصت الأميركية، معتبراً أن بعضها «مكوّن أساسي لمكافحة الإرهاب».