في قراءته لتطورات المشهد السياسي في مصر، رأى محمد السعيد إدريس - عضو مجلس الشعب السابق - أن المفاوضات عادة ما تتم في حالة من توازن القوى ومن ثم لن تتم المفاوضات في مصر إلا بعد إدراك كل من طرفي الصراع أهمية وجود حوار بينهما، وهو ما لم تدركه جماعة الإخوان حتى الآن. وأشار إلى أن الواضح من المشهد أن الشعب المصري بات في جهة وجماعة الإخوان في جهة أخرى، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية لم تتصد لمحاولات الإخوان للتظاهر في ميدان رمسيس ولكن المواطنين والباعة الجائلين هم من تصدوا لهم. وأفاد بأن جماعة الإخوان لم يعد أمامها سوى الخضوع لما يريده الشعب المصري، فسابقاً دخلت في صراعات مع السلطة، ولكن هذه المرة دخلت في صراع مع الشعب ومن ثم كان حتماً أن تهزم. كما أكد أن توازن القوى ليس في صالح الجماعة، وأنها خسرت الكثير وسوف تجد الكثير من العراقيل أمام عودتها للشارع المصري، كما أن المصالحة مع الدولة لابد وأن تتم وفقاً لمجموعة من الشروط أهمها محاسبة المتورطين في أعمال العنف. وأوضح – في حديثه لبرنامج حوار الليلة المذاع على قناة sky news العربية – أن الإخوان يبددون كافة فرص المصالحة والحوار، مؤكداً أنهم بتصرفاتهم سوف يقصون أنفسهم دون الحاجة إلى إقصاء أو إبعاد من أحد. كما لفت إلى أن الجماعة لم تر في الدولة سوى أعضاءها فقط وعمدت إلى إقصاء باقي مكونات الشعب، الأمر الذي استفز الشعب المصري ودفعه إلى الخروج في مظاهرات حاشدة أسقطتهم. وأوضح أن مصر بحاجة إلى تحقيق العدالة الانتقالية بأسرع ما يمكن، الأمر الذي يؤدي إلى تخفيف حدة الاحتقان في الشارع المصري، مشيراً إلى أن مصر بحاجة أيضاً إلى تحقيق التوازن في مختلف المجالات تمهيداً لمزيد من التقدم والاستقرار. وأضاف أن المصالحة الوطنية في مصر لن تتحقق إلا إذا أطلقتها جماعة الإخوان المسلمين عقب قيامها باتخاذ مجموعة من الإجراءات التي تراجع خلالها مواقفها، إلى جانب محاسبة جميع المتورطين.