عندما تدخل الفتاة في مرحلة المراهقة يصبح الوالدان في كثير من الأحيان شديدي التزمت مع الأبناء والسيطرة عليهم، لدرجة قد تشعر معها الفتاة بأنها محاصرة، وتشعر بالظلم لعدم حدوث ذلك مع صديقاتها. ومن المواقف التي قد تواجهينها مع والديك اللجوء أحياناً إلى استخدام أسلوب غير مستحب معك، وهو أنهم يريدون منك أن تصبحي نسخة منهم، ففي كثير من الأوقات نجد الكثير من الآباء يضغطون على ابنتهم للالتحاق بنفس الكلية التي تخرج منها، على الرغم من رغبتها في الالتحاق بكلية معينة للعمل في مجال تحبه، وتجاه هذه المشكلة يجب أن تعلمي بأنك لست الوحيدة التي تعانين من ذلك، وفي هذا الوقت حاولي مناقشتهما بجدية في الأمر، وصرحي لهما بميولك الدراسية وبأحلامك في المستقبل ورغبتك في الالتحاق بكلية معينة، ولا تتراجعي وأصري على ما تريدين، وإذا رأى والداك مدى جديتك واهتمامك بالمجال الذي تحبينه وتفكيرك المنظم بخصوص هدفك في المستقبل، فهما بالتأكيد لن يقفا أبداً في طريق تحقيق أحلامك، فكل ما يريدانه في نهاية الأمر هو سعادتك، واعلمي ثقتك بنفسك وقوة شخصيتك هما مفتاح مرورك من هذه الأزمة. ومن المواقف التي يمكن أن يعترض عليها الكثير من الآباء وليس والدك أنت بالتحديد، هو السماح لك بقضاء ليلة خارج المنزل، رغم ثقتهما في أخلاق صديقاتك وحسن معاملة الأقارب لك، وفي هذه الحالة عليك بمناقشتهما في الأمر أكثر من مرة، لكن المهم أن تلتزمي بالهدوء والمنطقية في الحوار، ولا تلجئي للصياح والعصبية حتى لا يصبح موقفك ضعيفاً وحجتك واهية بسبب تصرفك الطفولي، ويمكنك إقناعهم بأنك كثيراً ما تشعرين بالوحدة - خاصة إذا كنت وحيدة والديك- وتريدين من حين لآخر أن تأنسي بالتواجد وقضاء ليلة مع بنات أقاربك أو صديقتك المقربة التي تعتبرينها كأختك. وبطريقة أخرى يمكنك أن تعرضي عليهما كافة الضمانات الكافية حتى يوافقا على طلبك، مثل اسم صديقتك بالكامل وعنوانها وتليفون منزلها، وأنك ستحضرين فوراً إذا طلبا منك ذلك لوجود طارئ أسري معين مثلاً، وإذا كنت بمنزل أحد الأقارب، أكدي أنك ستتصلين بهما بشكل دوري لتطمئنيهما عليك، ولتؤكدي لهما أنك تستمتعين بوقتك. وأخيراً هناك العديد من الآباء الذين يصدرون أوامر بعدم مشاهدة التلفزيون أو تصفح الإنترنت إلا في وجودهما، وفي هذه الحالة يجب أن تسألي نفسك أولاً هل بدر منك مشاهدة مواد أو تصفح مواقع تخالف المعتقدات الفكرية أو الأخلاقية أو الدينية التي قاما بتربيتك عليها، وعند اكتشافهما للأمر فرضا عليك هذا الحظر، ولكن في حالة عدم حدوث ذلك فأكدي لهما أنهما قد أحسنا تربيتك، وأنك لن تقومي أبداً بخيانة ثقتهما، أو مشاهدة أي شيء يخالف ما تربيت عليه من التزام وأخلاق أو الدخول في محادثات عبر الإنترنت مع أغراب، وأبلغيهما أنك لا تريدين وضع جهاز الكمبيوتر أو التليفزيون بغرفتك، بل توافقين على وجودهما في مكان يمر فيه كل أفراد الأسرة: لأنه ليس لديك ما تخفينه.