شارك صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، كمتحدث رئيس في مؤتمر "الثقافة: مفتاح التنمية المستدامة"، الذي تقيمه منظمة اليونسكو، وتستضيفه الحكومة الصينية، خلال الفترة من 15-17 مايو 2013م، في مدينة هونغزو .وقال سموه أمام جلسة بعنوان "هل يمكن تحقيق التنمية المستدامة بمعزل عن الثقافة "، التي أدارتها المديرة العامة لليونسكو "إيرينا بوكوفا"، وشارك فيها كريم آغا خان رئيس مؤسسة "آغا خان" ، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد السيد فاضل حسن عابد ، ونائبة الأمين العام لمؤتمر التجارة والتنمية في هيئة الأممالمتحدة السيدة "بيتكو دراغنوف"، و نائبة وزير التعليم والثقافة للشؤون الثقافية في جمهورية أندونيسيا السيدة "ويندو نوريانتي" ، وعدد من المسؤولين والمتخصصين في مجالات التراث والثقافة , " إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - يؤكدان أهمية المحافظة على التراث الوطني واستثماره لصالح المواطن والاقتصاد، وجعله جزءاً أساسياً من التنمية المستقبلية، موضحاً أن التراث الحضاري للمملكة يشهد نقلةً مهمة في العناية بالموروث الثقافي، خصوصاً مع التزام الدولة بهذا المسار بوصفه مساراً اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً مهماً وأصيلاً. وأشار إلى أن السياحة الثقافية وسيلة للتعريف بالهوية الوطنية وفرصة مهمة للتنوع الإنساني، ونحن في المملكة العربية السعودية نملك تنوعاً هائلاً على مستوى التراث المادي، أو على مستوى التراث غير المادي الذي يتمثل في الثقافة الشعبية المحلية من مأكولات وملبوسات وأهازيج وشعر وغيرها من العناصر التي تعمق من قيمة المورث الثقافي المادي وتجعله حياً ومعاشاً. وبيّن الأمير سلطان بن سلمان، أن الهيئة جعلت قضية تعزيز البعد الحضاري للمملكة في مقدمة أولوياتها، بهدف التعريف بالبعد الحضاري للمملكة إلى جانب الأبعاد الدينية والاقتصادية والسياسية المعروفة بها، والتأكيد على أن المملكة ليست مجرد دولة نفطية حديثة تمتاز بالتطور العمراني والنمو الاقتصادي المضطرد والمكانة السياسية المعتبرة، مشيراً إلى أنه في إطار التعريف بحضارات المملكة، تقوم الهيئة بتنظيم معرض "روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور"، والذي تم تنظيمه في أربع دول أوروبية، وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث سيمكث في أمريكا لمدة عامين يطوف خلالها خمس مدن أمريكية، وقد حقق المعرض نجاحاً كبيراً وزاره في المحطات الخمس أكثر من مليون ونصف المليون زائر. وقال سموه إن الهيئة سارعت بتنمية وتأهيل مواقع التراث العالمي في كل من مدائن صالح والدرعية التاريخية وجدة التاريخية والمواقع الأخرى التي سنعمل على تسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي ومنها جدة التاريخية والرسوم الصخرية في جبة والشويمس، وهي تمثل مشاريع قائمة بذاتها، لكن الهدف العام هو إعادة الحياة الاجتماعية والاقتصادية لهذه المواقع وجعلها محطات سياحة ثقافية مستدامة، مشيراً إلى أن الهيئة تنفذ حالياً العديد من مشاريع المتاحف، ومنها (11) متحفاً إقليمياً ومحلياً في مختلف مناطق المملكة، علاوة على متاحف للمحافظات في المباني التاريخية. وتناول سمو رئيس الهيئة في كلمته محور إدخال التنمية الثقافية في استراتيجيات الدول للتنمية المستدامة، وقال إن الهيئة عملت على دراسة "دور السياحة في التنمية الاقتصادية للمجتمعات المحلية في المملكة العربية السعودية" بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية ووزارات الاقتصاد والتخطيط والعمل والداخلية والمناطق، بهدف دعم التنمية والتنوع الاقتصادي من خلال تنمية السياحة المحلية والداخلية. ولفت إلى موافقة مجلس الوزراء الموقر على البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع)، ورصد موازنات له، وسوف نعمل على تحويل البرنامج إلى مؤسسة ثقافية اقتصادية تتكامل مع عناصر السياحة الثقافية في المملكة، كما سعت الهيئة منذ انضمام الآثار والمتاحف والتراث العمراني إليها إلى بناء منظومة معلوماتية متكاملة للإرث الثقافي السعودي وتمثل ذلك في إنشاء السجل الوطني للآثار والسجل الوطني للتراث العمراني والسجل الوطني للحرف اليدوية وستشكل هذه السجلات مصدراً أساسيا للمعلومات وسيربط السجل بعملية توثيق للآثار والتراث العمراني والحرف اليدوية وباقي التراث غير المادي وسيتم تصنيف هذا الإرث وتسجيله حسب أهميته، إضافة إلى صدور موافقة مجلس الشورى على نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني ونعمل حاليا على استصدار نظام للحرف اليدوية وسنستمر في التأكيد على التنظيم القانوني الذي يحمي التراث السعودي بشكل عام.كما تعمل الهيئة الآن على تكثيف العمل الميداني الأثري في جميع مناطق المملكة، ويعمل الآن في المملكة (25) بعثة سعودية دولية مشتركة، كما أطلقت الهيئة مشروعاً وطنياً لتوثيق التراث العمراني بالتعاون مع الجامعات السعودية.مشيراً إلى دعم أكثر من (195) مشروعاً سياحياً، إضافة إلى بلوغ إجمالي الدعم المقدم للمشاريع السياحية أكثر من 196 مليون ريال.