نحن في خضم ما يعترينا من أحداثٍ مؤلمة لانعرف سبيلًا لتبديدها إلّا الانصياع لشقائها ..أمّا هو يثب شعره على الشطر ولا يتركه حتى يفرّغ فيه مشاعرنا الحزينة التي آثر أن يولّيها شطرًا كبيرًا من اهتماماته وموهبته ،فلا يتركها ولا يتركنا إلّا ونحن نضحك على مصابنا بعد أن كنّا نبكي منه .الشاعر محمد النفيعي يعجن مواجعنا بعرق جبينه ويضعها في قالب طرفة تُضحكنا في إشارة أننا مازلنا بخيرٍ طالما أن باستطاعتنا أن نضحك..(محمد النفيعي)، حين أنهكه المرض غاب شعره واندثرت طرفته، وفقدنا من يواسينا بنفس الزخم الذي كان يقهر به مواجعنا، ولأنه الكريم الذي لا يبخل، والكبير الذي لا يصغر لم يطالبنا بسداد ضحكة واحدة فقط ساهم في خلقها - بحجة أنه في أمس الحاجة لها - ولم ولن يطالبنا بمد يد العون له والمساهمة في تخفيف أوجاعه ولو بكلمة ..لكن واجبنا يحتّم علينا القيام بما في وسعنا لشاعر تقاسمنا في رحاب الكلمة معه خبز الحرف وملح المعنى فكان سؤالنا عنه واجبنا والفرح بعودته عيدنا ..لاأبالغ إن قلت أن العيد تكبّد عناء المسافة وجاء في معيّته عشيّة21 من شهر جماد الآخرة فالحمدلله الذي ردّه إلينا.