وهذا القول ينطبق عليه بشكل كبير فهو قدرة ابداعية في مجاله لا يشك فيها الا – مغرض – او جاهل بذلك المجال وخصاص تكوينه.له نظرته في العمل الذي لا يجيد غيره الذي دخله من باب الأدب – حاملاً تحت ابطه اساطين الكلمة اولئك الادباء طه حسين والعقاد وفكري اباظه وغيرهم وكان حاملا في تكوينه بذرة الموهبة التي كانت تحرضه على دخول ذلك المجال الغامض والمبهر بما يحمله من اشعاعات نيون شارعه شارع "الصحافة": تلك البذرة وهي الموهبة التي تزن عليه للالتحاق بهذا العمل عند دخوله الى ذلك العالم اعطاه كل ما لديه من جهد وبذل وقد تخطى في طريقه الكثير من "الاشواك" وان كانت أدمت اقدامه بعض أشواك المهندسين في ذلك الطريق. تكتشف كلما اقتربت منه بانه واحد من اولئك الذين لا يجيدون – المراوغة – ان الامر عنده ابيض او أسود لا يؤمن باللون "الرمادي" فاذا رأى ما يخالف ما يؤمن به تراه في صمت يلملم اوراقه ويذهب بعيداً يكتفي بالمتابعة من شرفته.انه ذلك – الفارس – المجيد الذي لم يجد "الميدان" المعد للسباق سليماً لكن وجد به – كمائن – لتكبحه – عن عدوه. عندما ابديت رغبتي في استضافته هنا اراد ان يعتذر كعادته لكنني استطعت ان افوز بقبوله بهذا الحوار.انه الزميل والصديق علي خالد الغامدي ذلك الصحفي الشهير الذي أمضى في هذا العمل كل ايام عمره بين جريدة المدينةوالرياض بشكل اساسي.فقلت له كمدخل لهذا الحوار – الذي احسبه سوف يطول: من اين أتيت لعالم الصحافة: هل هي الصدفة، أم هي الرغبة التي كانت تحرضها في داخلك تلك الموهبة؟ - بالتأكيد الرغبة ولو أن الرغبة وحدها لا تكفي.. كنت ومازلت أتميزّ بالتردد، أو الخجل فكان صعباً أن أذهب (وحيداً) الى الصحف أطلب عملاً. كانت رغبتي (جامحة، وحالمة) في ان اعمل صحفيا، وكانت الصحافة وقتها تنتقل من الافراد، إلى المؤسسات. وما الفرق بينهما؟ - (في الأولى صاحب القرار فرد واحد، وفي الثانية صاحب القرار فرد واحد معه شركاء).. هذا هو الفرق. وكنت بيني وبين نفسي أعتبر انني قادم من عالم الثقافة، والمثقفين فقد قرأت أيام طه حسين، وعبرات، ونظرات المنفلوطي وعودة الروح لتوفيق الحكيم، وعلى ورق الورد للرافعي، وبعض العبقريات للعقاد، وغير ذلك من الكتب التي توفرت لي، وكدت اصطدم حين ابلغوني بان (الشارع) هو ثقافتي القادمة إذا أردت ان اعمل في الصحافة. ومن هون عليك الامر هذا؟ - هون الأمر علي اخي الاكبر.. ودليلي للعالم الجديد – عالم الصحافة – عبد القادر شريم. كيف ذلك؟ - التحقت للعمل في قسم البرقيات الى جواره، ووجد عندي هذه الرغبة الجامحة للعمل في الصحافة، وكان هو يعمل أيضاً محرراً في جريدة البلاد فأخذ بيدي من قسم البرقيات في آخر شارع الملك عبدالعزيز – بداية طريق الميناء الى اول باب مكة وعمارة باخشب التي بها جريدة البلاد، وقدمني مباشرة الى الاستاذ عبدالمجيد شبكشي رئيس التحرير الذي أبدى اعتذاره ووعد بقبولي في مرحلة اخرى. وماذا فعلت بعد ذلك؟ - تعلقت نظراتي بدليلي الذي قال (ولا يهمك، سنذهب لجريدة المدينة) ونحاول.. دخلنا على مكتب الاستاذ عثمان حافظ رئيس التحرير الذي طلب كتابة معروض وبعد شهرين قرر عبدالقادر شريم ان يختصر كل الطرق ويذهب به وبي مساءاً الى مدير تحرير جريدة المدينة محمد صلاح الدين في مطابع الشربتلي بالكيلو الخامس بطريق مكة، ولم يطل عمنا صلاح الكلام، بل طلب مني أن أبدأ العمل من الغد، وفي مطلع الاسبوع الثاني من عملي كان قرار ترسيمي جاهزاً، وكان التعيين أيامها يتم بعد ثلاثة شهور تجربة وكان الراتب الذي أبلغتني به الادارة (500 ريال) عبارة عن مكافأة تماماً مثل مكافأة صديقنا العمدة الصحفي النشيط مبارك عبيد. أول خطوة خطوتها الى هذا العالم المسكون بالدهشة – عالم الصحافة كيف خطوتها، ومن أول من قابلت في هذا المكان..؟ - بعد حصولي على (الضوء الاخضر) سحبني عبدالقادر شريم لاسرتي الجديدة التي من المفترض ان أكون من غد ضمن اعضائها، أو آخر اعضائها الجدد.. هاشم عبده هاشم، وسباعي عثمان، أما أحمد محمود فكان يجلس في غرفة القيادة.مال الشريم على اذن هاشم، وأوصاه بي خيراً بحكم علاقاتهما، وانهما من منطقة واحدة ووعده هاشم خيراً. وماذا بعد؟ - أبداً على طريقة الدياب "محمد صادق" قلت (أستعنا على الشقا بالله) لكن المشكلة انني لا أعرف كيف أبدأ، وكيف اجمع الاخبار ووضع الشريم الحل في يدي، قال امامك البرقيات، ومن هذه البرقيات تستطيع استطلاع الاخبار ومن ثم تطرق ابواب اصحابها وسيرحبون بك. وقد فعلت ذلك بالتأكيد. - نعم ومن البرقيات الاستطلاعية وعملي في قسم البرقيات اصبحت أعرف أخبار اللجان، والاجتماعات وانطلقت الى الميدان (أقصد الى الادارات الحكومية) وبدأت بالشؤون الصحية – كان موقعها جوار عملي – والتقيت بالدكتور سليمان فقيه مدير الشؤون الصحية، ومدير التعليم عبدالله بوقس، وغازي سلطان مدير عام الثروة المعدنية وتوسعت في عملي شرقا، وغرباً: فرع وزارة التجارة بطريق مكة، وعن يساره مكتب تخطيط المدن برئاسة المهندس محمد سعيد فارسي وهكذا ارتبطت بعلاقات شملت ايضا الشؤون الاجتماعية برئاسة علي سليمان الحمدان وادارة الطرق برئاسة المهندس عبدالعزيز غندورة وادارة مكافحة الجراد برئاسة سالم بامفلح والبلدية برئاسة عبدالله يحيى جفري.. انها شبكة من المصادر اوجدتها سريعاً؟ - نعم اصبح لي "شبكة مصادر اخبارية واسعة) جعلت اسرة التحرير تُبدي – رضاها عن الوافد الجديد الذي ضرب عرض الحائط بمؤلفات العقاد، وطه حسين، والحكيم، والمنفلوطي، وفكري أباظة، واتجه نحو الاخبار، والمشاريع، والسفلتة، والانارة، والارصفة، واجتماعات اللجان وقراراتها. صف لنا يوما من تلك الايام؟ - يوم حافل امضيته في جمع الاخبار الى ان وصلت لمشارف (كيلو عشرة) حيث كان منتزهها الشهير فدخلت لمنظمة المؤتمر الاسلامي برئاسة حسن التهامي، والمركز المهني برئاسة عبدالله فوال، وكانت الحصيلة في نهاية اليوم تدفعني الى عدم كتابة اسمي على الأخبار لكثرتها. * أي على عكس بعض صحفي هذه الأيام الذين يبحثون عن اسمائهم قبل أخبارهم؟ - لا علينا منهم المهم ان خارطة المصادر الاخبارية كان يرسمها لي الرجل الذي أدخلني عالم الصحافة (عبدالقادر شريم) من أضيق الابواب وليس أوسعها، وشاركني في رحلة المتاعب والمصاعب اثنان من اعز أصدقائي هما محمد دياب رحمه الله، وعبدالله رواس فلم يكن دخولي عالم الصحافة من الباب الواسع بل كان من الباب الضيق بعكس من يدخلون عالم الصحافة الآن، ويتربعون في مكاتبها (يدخلونها من الباب الواسع، ويُغادرون ساحتها من الباب الضيق). بعد ان أصبحت – رقماً – فاعلاً في هذا المجال هل ما تخيلته قبل دخولك اليه وجدته صحيحاً، أم كان غير ذلك.؟ - قبل دخولي هذا العالم كانت الصورة وردية عنه. اسماء وأضواء، واحاديث، ومناقشات، وحوارات تُحيط بهذا العالم. وشهرة تجعل من العاملين فيه (ناراً على علم) فيغريك كل ذلك ان تكون واحداً من ابناء هذا العالم، عالم الصحافة بعد دخولي اليها كنت ابحث عن اكتشاف نفسي داخل هذا العالم ولم أكن ابحث عن اكتشاف العالم نفسه فطالت عملية اكتشافه لكنني للاسف (البالغ وغير البالغ) اكتشفت أن عالم الصحافة به من القبح اكثر مما به من الجمال وكلما اقتربت منه اكثر اكتشفت الكثير من القبح، والقليل من الجمال ولا يمكنك الهروب منه انما عليك وضع كثير من المساحيق عليه لتقنع نفسك ان القبح قد زال. توقف قليلا من استرساله المتدفق وقال: - يقولون عن الصحافة بانها (مهنة المتاعب) فاذا أنت صعدت لصفوفها الأولى اكتشفت انها ايضا (مهنة الثعالب). كيف ذلك يا علي؟ - من جانب هي (مهنة المتاعب) أثناء تحضير موادها وأخبارها وتحقيقاتها، ومقالاتها، وصورها، ومن جانب هي (مهنة الثعالب) المعتمدة على الحيلة، والخداع ولذلك لا مانع من أن نطلق عليها (صحافة المتاعب، والثعالب) والمقالب..! وكيف تعاملت مع هذا الوضع؟ - رغم اقترابي من هذه المساحيق التي بدأت تنتشر على وجه صاحبة الجلالة لتغطي القبح الذي يظهر من وقت لآخر، ورغم ان صاحبة الجلالة بدأت تدريجياً في الانتقال من مهنة المتاعب الى مهنة الثعالب ، إلاّ إنني مازلت عاشقاً لها، مفتوناً بها، مغرماً برؤيتها كل صباح فهي جزء من حياتي وأتمنى أن تتخلص من هذه المساحيق الصناعية قدر الامكان وأن تعود مهنة للمتاعب وتبتعد عن مهنة الثعالب. أطلقت ذات يوم على استاذنا الكبير محمد صلاح الدين لقب (الجنرال) هل من تفصيل لاطلاقك هذه (الرتبة) عليه..؟ - هو دون شك جنرال الصحافة السعودية بلا منازع. قاد كوكبة من الصحفيين كانوا ملء السمع والصبر على رأسهم (أحمد محمد محمود الذي اختار الاعتزال، وهاشم عبده هاشم الذي واصل التألق بعيداً عن عشقه الاول جريد المدينة). ولم يكن المرحوم محمد صلاح الدين جنرالا فقط بل كان الأب الروحي لكل الصحفيين في جريدة المدينة رغم صرامته، وصراحته وقسوته أحيانا (ونالني، ونال هاشم عبده هاشم منها نصيب الاسد..).. ولأنه مفتون بالجنرال مضى قائلا: - أنشأ مدرسة الموهوبين وضم اليها نجوم العصر الذهبي (أحمد محمود، وهاشم عبده، وسباعي عثمان) وكنت آخر العنقود وكان المفروض أن أحظى ببعض التدليل لكنني حظيت بكثير من القسوة حتى تم قبولي بهذه المدرسة التي حظيت ببعض التدليل من اعضائها هاشم، وأحمد، وسباعي بعيداً عن أعين صلاح الدين ولذلك كنت أهرب من قسوته الى رحاب هؤلاء لكنني عندما اقتربت منه او على الاصح اقترب مني وجدت فيه ما ابحث عنه من تحقيق لشخصيتي الصحفية وانطلاقة لها تدفع بي للامام ولا تجعلني واقفاً في مكاني طوال الوقت مجرد صحفي يجلب أخباراً، او يكتب تحقيقات ويمضي الى حال سبيله واستطاع بقسوته الحانية أو حنانه القاسي ان ينقلني بسرعة متأنية الى الصف الثاني ثم الى الصف الأول وانتقل من مخبر الى محرر الى سكرتير تحرير مساعد لهاشم واصبح كاتبا له زاوية في الجريدة ضمن نجومها: هاشم وسباعي واحمد (وكان هذا حلما من احلامي من أول يوم وضعت فيه قدمي في جريدة المدينة) في أواخر العام 1387ه ليتحقق هذا الحلم بعد حوالي ثلاث سنوات تقريبا مما دفعني لاستدعاء الحكيم والعقاد وطه حسين وفكري أباظة والمازني من جديد الى دائرة اهتماماتي الاصيلة. هل كان – الجنرال – عنيفاً مع الجميع؟ - لم يكن الجنرال الصارم الحازم عنيفاً مع أحد من أفراد كتيبته (الذين يعتبرهم ويعاملهم كابنائه) وكان اذا غضب هز يده اليمنى باتجاهك رافعاً صوته بكلمة (يا مولانا) لتعرف أنت أن الأمور على غير ما يرام، وكان له ثلاثة مساعدين (في السياسة احمد محمود وفي الأدب سباعي عثمان وفي المحليات هاشم عبده هاشم، وكل واحد منهم مدرسة مستقلة بذاتها).. في بداية عملك الصحفي أواخر الثمانينيات الهجرية نريد أن نعود مرة اخرى ونعرف كيف كانت البداية نريد المزيد منها؟ - البداية – كما قلت – كانت المرور على الادارات الحكومية (إدارة، إدارة) في سبيل الحصول على الأخبار التي يحتاج الحصول عليها الى اسئلة كثيرة حتى تحصل على خبر وأحيانا مجموعة من الاخبار وأتذكر الآن وزيرين التقيت بهما في بداية عملي الصحفي. الغريب ان صحفي هذه الايام تأتيهم الأخبار الى مكاتبهم. - نعم وتلك حكاية تطول. من هما هذان الوزيران؟ - الأول كان عابد شيخ وزير التجارة كان يرأس اجتماعاً في فرع وزارة التجارة بطريق مكة (وكان هذا الفرع ضمن جولاتي اليومية للحصول على الاخبار). بعد خروجه من الاجتماع سألته مباشرة (وكنت في قمة الارتباك) فهذا اول وزير التقي به كيف ستواجه الوزارة أزمة الاسمنت التي برزت على الساحة.. وماذا تتذكر عن ذلك اليوم؟ - اليوم أتذكر بعد اكثر من اربعين عاما ازمة الاسمنت – الطارئة – ونحن في الربع الأول من 2013م وكيف كانت ازمة الاسمنت تتجدد تلقائياً كل عدة سنوات؟ هل تذكر موقفاً مربكاً في هذه المرحلة؟ - نعم اذكر ان صديقا لي طلب أن اساعده للحصول على (200 كيس اسمنت) لحاجته لها فساعدته ثم ضحكت حين عرفت أن هذه الحاجة كانت بغرض التجارة وليس البناء؟ ومن هو الوزير الثاني؟ - الوزير الثاني الذي التقيت به كان وزير المواصلات والحج محمد عمر توفيق في مبنى وزارة المواصلات بطريق المدينة ودخلت مكتبه فإذا أنا أمام رجل فاضل تخرج السماحة من وجهه وكلامه وعندما عرف برغبتي في الحصول على اخبار عن نشاط وزارته قال لي بأدب جم : أنا يا ابني اديب أحدثك عن الادب أما اذا اردت أخباراً عن الوزارة فأنا احيلك على حسين منصوري (وكيل الوزارة للطرق) او (أحمد زيدان) وكيل الوزارة للشؤون السلكية واللاسلكية ولم أخرج من مكتبه الا بعد ان حصلت على معلومات أدبية عن كتاب (الشيخان) وبعض المعلومات الادبية. هل تذكر شيئاً عن امكانياتك في الصياغة أيامها لتصوغ اخبار الادب الذي حدثك عنه؟ لقد عانيت في الصياغة وتعب جهاز التحرير معي فكان الحل عند سباعي عثمان وهو الفاهم في الادب الذي لملم الشامي على المغربي عن كتاب "الشيخان" وتم النشر حتى لا يذهب جهدي سدى؟.. وماذا بعد المعلومات عن كتاب الشيخان؟ - كدت أعود من مشوار وزير المواصلات صفر اليدين وليتني عدت فهذا كان أرحم من (المادة الادبية) التي أحضرتها والتي كانت تتطلب اعادة فتح كتبي السابقة لطه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم وغيرهم، وغيرهم بعد أن ركنتها جانباً لأتفرغ لعالم الاخبار، والارقام والبنية التحتية؟ يقولون هناك فارق بين صحفي أيام زمان وصحفي هذه الايام ما هي الفوارق التي تراها أنت؟ - الفوارق كثيرة ...أبرزها ان الصحفي اليوم يريد مكتباً، ويريد أن يرى اسمه كل يوم على عمل لم يبذل فيه شيئاً وان ، وان... لابد ان هناك مشكلة عن صحفي هذه الايام؟ - المشكلة الاكبر التي يواجهها الصحفي اليوم تتمثل في عدم وجود كبير له داخل الجريدة التي يعمل بها او قدوة فتكبر طموحاته (على الفاضي) وفي النهاية لا يجد نفسه. الصحفي زمان؟ - الصحفي – زمان – له كبير وعنده قدوة ولديه موهبة والموهبة هي الاساس وهي في اعتقادي دون غيرها التي تفتح له الأبواب المغلقة اذا كان المناخ صحياً.. وأنا اقلب أوراق الموهوبين في المجال الصحفي ظل أمامي اسم (عبير ابراهيم) كاتبة تحقيقات صحفية اسم جديد لنكهة صحفية جديدة في كتابة التحقيقات الصحفية ويبدو انها وجدت كبيراً يقدر موهبتها.. وماذا ترى احتفال الوسط الصحفي بالموهبة ايام زمان؟ - قبل اربعين عاماً كان الوسط الصحفي يسجل اسم أي صحفي يظهر على الساحة وينشغل به أو أي كاتب أو ناقد ويكون شرط الاحتفال ما سيأتي به الاسم الجديد من اضافة او تجديد او تطوير لما هو موجود ولم يعد الوسط الصحفي ينتظر كثيراً مثل هذه البشائر التي أصبحت نادرة او شبه نادرة. قرار شعرت بارتياح له.. - قرار تعيين الصديق حسين بافقيه مديراً عاماً للاندية الادبية الذي اصدره الوزير المثقف عبدالعزيز خوجة فقط ارجو من صديقي الا يستسلم للصحفيين فيطلق تصريحات من نوع (أنا لا أملك عصا سحرية) التي تعودنا أن نسمعها من مسؤولي المياه والكهرباء والبلدية.. ثم إن (العصا) بدري على حسين وليس المطلوب منه استخدامها خاصة وأن من اطلقها لم يفعل شيئاً. ولعل اصدار مجلة أدبية متخصصة اول خطوة نحو التعريف بالاندية الأدبية (على غرار مجلة الاعلام او المجلة العربية) ولدى المدير العام خبرة كافية في هذا المجال فيمنح الفرصة ويُتيح المجال للاقلام المبدعة للانتشار بعد ان ضاقت فرص نشر الابداع في الصحف اليومية التي تهتم فقط بافساح المجال للمشاكل او الشكاوي والملاحظات.. والشائعات دون جدوى ويمكن أن يقوم بهذا الدور (كُتّاب المعاريض) ويكونون أحسن في العرض من كتّابنا المحترفين واكثر تأثيراً؟ متى شعرت بالهزيمة، ومتى شعرت بالنصر في مسيرتك الصحفية..؟ - كانت هزيمة معنوية، ونصراً معنوياً كذلك.. فقد قررت (لجنة سرية) صرف جميع القيادات الصحفية من جريدة المدينة، وبدأت بي، ثم بالبقية الباقية: محمد صادق دياب، علي محمد حسون، و... و... – على مراحل – كنوع من العبث، والاعتماد على الأقاويل، والتقارير السرية، وبدأت في ارسال (خطابات الشكر) دون تمهيد، أو تحقيق، أو مراجعة، أو استفسار، أو سؤال لمن قررت (اللجنة السرية) الاستغناء عن خدماتهم، وكنت سيء الحظ حيث كنت استقبل كل مساء أحد الزملاء الذي ينقل لي (اجتماعات الهينو) وآخر أسماء الضحايا حتى شرب هذا الزميل من نفس الكأس..! ولحظة النصر ما هي؟ - لحظة إعادة النصر أن إدارة المدينة ظلت بعد ذلك تفاوضني، أو تصالحني للعودة، وكنت أعتذر – حتى زارني في البيت المرحوم محمد سعيد باناجه، وعلي سعيد الغامدي لأتولى رئاسة التحرير "قبل إلتحاق أسامة السباعي بشهرين" واعتذرت عن هذا المنصب الرفيع الذي يسيل له لعاب كل صحفي، ويلهث من أجله انني كنت مرتاحاً في بيتي الثاني (جريدة الرياض).. وكم أمضيت في بيتك الثاني؟ - والغريب، والعجيب أنني أمضيت في بيتي الثاني أكثر مما أمضيت في بيتي الأول، أمّا الطريف فهو أن كل بيت عملت فيه ثلاث مرات، وكتبت في يوميات حروف، وأفكار مقالاً بعنوان (البحث عن عشيقة ثالثة) بعد أن شعرت ببعض الملل من ترددي على العشيقتين.. في هذا البحث ألم تشعر بالأسى؟ - في هذا الاطار شعرت بالأسى لغياب صحيفة عريقة هي "الندوة" عن المشهد الصحفي نتيجة تدخل رجال أعمال في سياستها التحريرية، وجلب أسماء من خارجها لإدارتها، وقيادتها لا تتمتع بالحس الصحفي. وما هو رأيك في هذا الحال؟ - متى يكون لأهل الصحافة الحقيقيين دور في مسيرة صحفهم "حتى ولو كانت جيوبهم خالية من المال" ..؟ وبعد ولان – الذكريات ذات حنين لذلك الماضي ولأن جعبة ضيفنا لم تفرغ بعد سوف نواصل ابحارنا معه الاسبوع القادم بإذن الله.