دعا صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب التي اختتمت مساء أمس الاول الأشقاء الفلسطينيين الى تحييد خلافاتهم الحالية والاستفادة من الجهود العربية التي تبذلها مصر على وجه الخصوص من أجل تحقيق المصالحة بين حركتي حماس وفتح وصب الجهود الفلسطينية في الطريق الصحيح وهو استعادة حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة واستعادة اراضيهم المحتلة مشددا على أن الجانب العربي لايمكن أن يفرض على الجانب الفلسطيني او أي طرف فيه أمر لايرغبه او لايريده وانه من الواجب على الفلسطينيين تصفية نياتهم والتعامل بحسن نية من أجل تجاوز المرحلة الحالية للاستفادة من الظرف الدولي الحالي والمتغيرات الايجابية فيه. وقال سمو وزير الخارجية في ايجازه الصحفي في بداية المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع معالي الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب أن الاجتماع بحث مسألة المصالحة الفلسطينية ومستجدات عملية السلام والحصار الاسرائيلي الجائر على قطاع غزة مشيرا الى أن معالي وزير الخارجية بجمهورية مصر العربية قد قام باستعراض الجهود المصرية لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية وتطوراتها وقد أثنى الجميع في الاجتماع على هذه الجهود الدؤوبة للشقيقة الكبرى مصر وحث في نفس الوقت على الإستمرار في محاولتها لجلب الأستقرار في العلاقات الفلسطينية وأستمرار الجهود الحثيثة حتى يتم القضاء على هذا الخلاف بالكامل لأنه فيما يبدو قد أستحكم بين الأخوة الفلسطينيين وطلب منهم في كل الكلمات التي أثيرت انه في هذه الفترة التي تلقى فيها القضية الفلسطينية دعما منقطع النظير في الساحة الدولية وخاصة من الدول الغربية وعلى الأخص من الولاياتالمتحدة تنحية الخلافات فيما بينهم. ولفت سمو وزير الخارجية رئيس الدورة غير العادية للمجلس الوزاري العربي الى أن المؤشرات في الساحة الدولية تشير الى تفاؤل لم يسبق له نظير بأنه سيكون هناك مجهود مؤثر لحل هذه القضية ومن سوء الطالع أنه في هذه الفترة التي تحول فيها الموقف الدولي الى موقف دولي ومؤازر ومؤيد للفلسطينيين نلقى هذا الخلاف القائم معربا عن أمله الكبير في نجاح محاولات مصر لإيجاد القواعد والأسس لإزالة هذا الخلاف الذي يهدد بانهاء القضية الفلسطينية ويهدد بإضاعة المصالح الأساسية فيها. واوضح سموه إن الاجتماع استعرض ايضا قضية الحصار الإسرائيلي الجائر على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وخاصة الحصار على قطاع غزة وسياسة إغلاق المعابر التي تتعارض مع مبادئ الاخلاق الدولية وقوانينها وتشريعاتها بانهاء هذه المعاناة الانسانية مبينا أن الاجتماع قرر تكثيف المساعدات الغذائية والأدوية والمعدات الطبية الى قطاع غزة بشكل فوري وكذلك استقبال المرضى من الشعب الفلسطيني والتنسيق في ذلك مع السلطات المصرية. وحول عملية السلام في المنطقة أكد سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أن المرحلة الراهنة تشهد بروز بعض التوجهات الإيجابية والظروف المؤاتية التي ينبغي استثمارها لإحداث تحول ايجابي على مسار القضية الفلسطينية ومستقبل عملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط ومن أهمها تنامي الاهتمام الدولي بمبادرة السلام العربية وسبل تنشيطها غير أنه من المهم التأكيد على أن استثمار هذه الظروف مرهونة بالدرجة الأولى باستراتيجية عربية تقوم على وحدة القيادات الفلسطينية والمطالبة بالعمل الجاد والدؤوب لاستعادة الوحدة الفلسطينية والانخراط في جهود المصالحة والحوار الوطني دون تأخير. وزاد سموه قائلا أن القيادات الفلسطينية مطالبة باحترام الشرعية الوطنية الفلسطينية ومؤسسات سلطته الوطنية وعدم المساس بها باعتبارها الضمانة الوحيدة للحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية الجغرافية والسياسية. وحول عدم دعوة طرفي النزاع الفلسطيني للمشاركة في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب لكي يتم الاستماع اليهم مباشرة قال سمو وزير الخارجية أنه سبق أن ذكر في ايجازه الصحفي في بداية المؤتمر أن مصر بذلت قصارى جهدها في هذا الموضوع وانه اذا كانت هناك وسيلة للنجاح في هذا الاطار فالجهد المصري سيكون بلا شك ذو فعالية أكثر من أي اجتماع عام تحضره الأطراف المعنية مشيرا الى أن مصر عبر تاريخها الطويل وخاصة في القضية الفلسطينية كانت دائما هي المرجع للفلسطينيين عندما تتفاقم المشاكل حولهم واذا لم يجدو الحل من هذا البلد الطيب ومن رجالات هذا البلد الذين يعملون بجد واجتهاد لصالحهم فلا يعتقد أن اجتماعات أوسع سيكون لها أي فرصة للنجاح اذا لم تنجح مصر في ذلك والجميع أبرز ثقته بالدور المصري والجميع ذكر أنه سيكون رهن اشارة مصر لتقديم اي مساهمة او مساعدة ممكنة ترى مصر أن تبذل من أي من الدول العربية. من جانبه أكد معالي الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إن الاجتماع انتهى الى تفويض كامل لمصر للإستمرار في وساطتها والاتصال بالأطراف المختلفة وبعد التقرير الذي القاه وزير الخارجية المصري عن الجهود المصرية فقد دار نقاش تناول مختلف وجهات النظر مشيرا الى انه تلقى عدة رسائل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التي نقلت الى الحكومة المصرية القائمة بالوساطة واطلع عليها عدد من الدول الأعضاء والجامعة العربية كانت على اطلاع كامل بوجهات النظر المختلفة. وأيد موسى ماذكره سمو وزير الخارجية من أننا في اطار وساطة مصرية مستمرة ومتصلة وكل وجهات النظر والاقتراحات والاراء تنقل الى الوساطة المصرية لتقوم بتقييمها واجراء الاتصالات على اساسها ولذلك الجامعة العربية مطمئنة الى انه في الاسابيع القليلة الماضية ستكون محل لنشاط كبير في مجال المصالحة ولوفاق الفلسطيني . وحول وجود تحفظات على الدور المصري في الحوار الفلسطيني وهل حسمت هذه التحفظات وعما يعنيه دعم بقاء الرئيس الفلسطيني في منصبه حتى اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة اذا لم يكن هناك مشكلة في القانون الفلسطيني قال الامين العام للجامعة العربية أن اجتماع اليوم تناول عدة موضوعات من بينها الموقف الدولي الجديد عقب انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد والعمل الذي يقوم به المجلس الوزاري العربي برئاسة سمو وزير الخارجية الامير سعود الفيصل برسم الخط العربي وتوحيده في مواجهة الظروف الجديدة والاستفادة منها اضافة الى مناقشة حصار غزة والمسار الفلسطيني الاسرائيلي والمصالحة الوطنية الفلسطينية مشيرا الى أن هناك وجهات نظر مختلفة ولكن القرارات التي صدرت عن الاجتماع قد صدرت بالاجماع ولانستطيع ان نحجر على بعضنا البعض في الاراء ولكن القرارات تتخذ بالاجتماع وهو ماقد تم..وقال ان حماس لاترفض او تعارض او تنتقص من قدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وعلق سمو وزير الخارجية على هذا السؤال بقوله ان الانشغال الذي كان يشغل بال العديد من وزراء الخارجية هو أن لايحدث فراغ دستوري في السلطة الوطنية الفلسطينية وانه اذا حدث ذلك فستكون كارثة على الجميع مشيرا الى أن دور الرئيس محمود عباس محوري ومهم وبالتالي تم التأكيد على إصرار المجلس الوزراي على دعوة الرئيس الفلسطيني لتحمل مسئولياته ومنع وجود اي فراغ. واوضح سموه في رده على سؤال لاحد الصحفيين أن الكلمة التي القاها اليوم في بداية الاجتماع تعد بمثابة ناقوس خطر للتحذير من أنه اذا استمر الخلاف الفلسطيني الداخلي فلن يفقدنا القضية والأرض ولكن سيؤدي في النهاية الى تهديد الشخصية الفلسطينية نفسها مشيرا الى /أننا ننظر الى هذا الموضوع من هذه الزاوية وهو أن هناك خطر داهم على الفلسطينيين وقضيتهم وكان من واجبنا أن ننذر ونحذر وننصح من أنه ليس هناك أخطر على الفلسطينيين من هذا الشقاق فحماس ليست أخطر على فتح والعكس من الشقاق بينهم فالهدف أحياء الضمير الفلسطيني وتبصيره بهذه الحقيقة لان الخلاف في بعض الاحيان بين الاشقاء قد يعمي البصيرة ونحن نرى ان الخلاف الفلسطيني الداخلي هو عمى بصيرة ونسأل الله ان يرى الاخوة الفلسطينيون الحق حقا والباطل باطلا وأن يفتح الاشقاء اعيانهم ويعودون اخوة أشقاء متحدين ومتفقين تجاه قضاياهم ومؤازرين من الدول العربية التي ترغب في مساعدتهم . وعما اذا كان العرب قد اكتفوا بمناشدة المنظمات الدولية دون ان يتحركوا من أجل مساعدة الفلسطينيين وهل وصل العرب الى حد المناشدة فيما إسرائيل تواصل تعنتها أجاب صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية قائلا ان الدول العربية ليس دورها المناشدة فقط معربا عن اعتقاده بأن هناك مصداقية وجدية في عمل الجامعة العربية سواء في مستوى القمة او المجلس الوزاري فالمنصف لابد أن يشهد أن هناك تحولا في أداء الجامعة العربية والمجلس الوزاري ومؤتمر القمة وضرب سموه مثالا على ذلك بأنه لم يكن من المتصور أن تستطيع الجامعة العربية عقد جلسة لمجلس الأمن في جلسة ترفض الدول الخمس الدائمة العضوية أن تعقدها من أجل مناقشة المستعمرات الإسرائيلية في فلسطين ولكنها تمكنت من عقدها وجاء كل وزراء الدول الخمس الدائمة العضوية وتحدثوا عن المستعمرات وضرورة الغاؤها وتفكيكها وضرورة إعادة الأراضي الى الفلسطينيين فالتأثير العربي موجود بشرط أن نكون مخلصين في تضامننا ولدينا شفافية لتكون هي الطريق لتعاملنا مع شعوبنا والجدية في اتخاذ القرارات وأننا اذا اتخذنا قرارا فلابد أن نسعى لتنفيذه. واضاف سموه / فلا نشك ان الامة العربية ستجد طريقها الى النور وستجد طريقها الى التأثير على مستقبلها وعلى حفظ مصالحها وعلى قدرتها على المنافسة في كل المجالات اذا استطعنا أن نقف يدا واحدة ونعمل بجدية ومصداقية . وحول ما اذا كان دعم بقاء الرئيس الفلسطيني في السلطة لعدم حدوث فراغ دستوري من دون موافقة حركة حماس على ذلك وهل يمكن أن يتسبب في تفاقم الأمور اكثر بين الفلسطينيين رأى سموه أنه اذا كانت النوايا سيئة والنية مبنية على ذلك فعندها ستكون الاساءة قابلة للحدوث بين الطرفين ولكننا نأمل أن يستجب للمساعي المصرية خاصة بعد الموقف المؤازر لمصر مشيرا الى أنه لم يسمع اليوم الا الثناء على الدور المصري وتحليه بالصبر في التعامل مع القضية الفلسطينية ..وشدد على أنه اذا لم تنجح مصر في مساعيها فان ذلك يؤكد أن هناك نية لاستمرار الخلاف وهو مالم نأمله. وأكد سمو وزير الخارجية أنه لايمكن فرض حل على الجانب الفلسطيني او أي طرف فيه مالم يكن يريده هذا الطرف او ذاك فاذا لم تكن هناك نيات صافية ورغبة موجودة لحفظ المصالح فانه سيتم اضاعة كل شئ والدول العربية تستطيع أن تساهم ولكن لايمكن أن تقوم بالقرار نيابة عن الفلسطينيين الذين لابد ان يتخذوا قرارهم بانفسهم لانهم يريدون المصالحة وبالتالي تساندهم مصر والدول العربية. من جانبه قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى أن الجامعة العربية والدول العربية لاتريد فراغا في السلطة الفلسطينية لان سلطة بلا رأس هي بمثابة مقامرة كبرى بكل ماتحقق مهما كان صغيرا على الطريق نحو الدولة الفلسطينية والكيان الفلسطيني مشيرا الى أن الوفاق بين حماس وفتح يمثل لب جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية فلكل منهم آراء ومواقف آراء واتفقوا على أسس محددة مشار إليها فى القرار الصادر عن الاجتماع وهذه الأسس جاءت من خلال أفكار الفصائل الفلسطينية خلال مراحل الحوار أي أنها لم تأت من منظمة واحدة بل من كل المنظمات وعلى هذا الأساس ستستمر مصر فى وساطتها المؤيدة بإجماع كل الدول. وحول تحميل أحد الاطراف مسئولية عرقلة المصالحة الفلسطينية قال موسى إنه ستكون هناك قطعا مسئولية وعلى كل الأطراف وما يحدث الآن تتحمل فيه الأطراف الفلسطينية كلها المسئولية بيد أن الموضوع مازال مستمرا والجهد المصري المبذول لم يتوقف وبالتالي ليس هناك نتيجة نهائية بعد وأن الموضوع ليس له نهاية مفتوحة. وأضاف قائلا أن هناك أفقا زمنيا أتفقنا عليه ولكن لابد وأن تعطى فرصة ولا يتم السماح بالفشل مشددا على ضرورة إعطاء فرصة لأن الفشل معناه نهاية القضية الفلسطينية. وحول ما يتعلق بالمعتقلين من حركة حماس وهل وعد الجانب الفلسطيني بالافراج عنهم قال عمرو موسي إن هناك تحركا ومساع فى هذا الاتجاه. وقد غادر صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية القاهرة مساء أمس الاول في ختام زيارة رسمية لجمهورية مصر العربية رأس خلالها اجتماع الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب الذي اختتم فى وقت سابق من يوم أمس الاول بمقر الجامعة العربية. وكان في وداع سموه لدى مغادرته مطار القاهرة الدولي معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى القاهرة هشام محيى الدين ناظر ومندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الجامعة العربية السفير أحمد بن عبد العزيز قطان وعدد من منسوبي السفارة السعودية بالقاهرة.