يشهد العراق الكثير من المظاهرات والاحتجاجات التي تطالب بإجراء إصلاحات سياسية تضمن تحسين الحالة الاقتصادية ومكافحة الفساد، وفي هذا الإطار أشار ستانيسلاف ابفانوف، خبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية إلى أن الحكومة العراقية تقوم ببعض الإجراءات الهامة من أجل الخروج من الأزمة الحالية ولكن هذه الإجراءات تلاقي العديد من الاعتراضات من قبل البرلمان ومن قبل المتظاهرين الذين ينتظرون قرارات أخرى. وبين أن الحكومة الحالية تتصرف من منظور شخصي متجاهلة العديد من المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون، فنجد أن الحكومة تقوم بشراء أسلحة بمليارات الدولارات من الولاياتالمتحدة في الوقت الذي تعاني فيه أغلب طوائف الشعب من العديد من المشكلات الاقتصادية والمعيشية. ورأى أن الصراعات السياسية لا تضر في المقام الأول إلا بالدولة العراقية. وأضاف: نجد أن نوري المالكي قد قام بالعديد من الممارسات الخاطئة التي أكسبته عداوة كل الكتل السياسية، مشيراً إلى أن طريقة تعيين المالكي منذ البداية كانت السبب الأول في إكسابه العداوة الداخلية من قبل الكتل السياسية والشعب العراقي، مشيراً إلى أن كل السياسات وطريقة التفكير التي يتبعها المالكي من حيث قمع المعارضة والشعب العراقي هي نفس الطريقة التي اتبعها الرئيس الراحل صدام حسين. أما سعد المطلبي، عضو ائتلاف دولة القانون فأشار لبرنامج بانوراما الذي يبث عبر شاشة قناة روسيا اليوم إلى أن الوضع الحالي في العراق قد ازداد خطورة، والسبب في ذلك هو تصاعد المطالب التي تم رفعها من قبل المتظاهرين في الساحات العراقية المختلفة، موضحا أن الحكومة العراقية لم تتأخر في الاستجابة إلى المطالب الشعبية ولكنها قدمت العديد من التنازلات من أجل الخروج من النفق المظلم. وبين أن هناك العديد من الكتل السياسية التي تستغل التظاهرات من أجل الحصول على منافع معينة من وراء هذه التظاهرات. وأوضح أن قانون مكافحة الإرهاب وقانون المساءلة والعدالة هما أبرز الخلافات الحالية التي تقف وراء الأزمة في العراقية، حيث إن كلاهما لا يمثل مشكلة لدى الحكومة ولكن المطالبة بالعفو العام هو محل الخلاف بين الكتل السياسية والحكومة، وأشار إلى أن رئيس الحكومة نوري المالكي صرح بأنه لا يعترض على العفو العام بشرط أن يرتبط ذلك بوجود شروط على هذا العفو. ورأى أن الحكومة العراقية لم تقم بالدور المطلوب منها إزاء الخدمات والبنى التحتية والخدمات التي من المفترض أن يتم الاهتمام بها في العراق.