أوضح الدكتور سعد البازعى، أديب وعضو فى مجلس الشورى، أن الشباب السعودى فى الوقت الحالى يقع بين ثقافتين، أحدهما ثقافة مستوردة فرضت نفسها بالقوة الناعمة وثقافتنا الأصيلة التى لم نستطع أن نزاحم بها الثقافات الآخرى. وأضاف خلال حواره لبرنامج"المنتدى"على قناة الاخبارية أن بعض الشباب يذهب ليقرأ فى التاريخ والأدب والبعض الآخر يتوجه إلى الأشياء الحديثة عبر الوسائل والقنوات الجديدة، لافتاً إلى أن ما يحدث الآن من صراع ثقافى يعد ظاهرة عالمية، وليس مقصورا على مجتمعنا فحسب،فكثير من شعوب اسيا وأفريقيا أو ما يعرف بشعوب العالم الثالث بشكل عام تتعرض إلى تدفق ثقافى هائل يأتى من جميع انحاء العالم وبالأخص من أوروبا والولايات المتحدة،وهى ثقافات متنوعة فمن ثقافة الفيلم السينمائى إلى ثقافى اليوتيوب. ونوه إلي وجود استهلاك كبير فيما يأتى من هذه الثقافات لكن لايقابل هذا الاستهلاك وعى نقدى قادر على الفرز والتفاعل الايجابى، وفى الوقت ذاته لدينا إنتاج محلى لكنه غير قادر على المنافسة محلياً أو حتى للتصدير إلى العالم، مبيناً أن المؤسسة الثقافية فى المملكة تلعب دوراً كبيراً فى هذا الشأن، موضحاً أن المؤسسة الثقافية هى مؤسسة تربوية وإعلامية وتعتبر حاضنة للثقافة بوجه عام، إلا إنها تعانى قصوراً فى تفاعلها مع الشباب الذى يشكل أكثر من 60% من المجتمع، فاهتمامها بهم قليل كما أن ما يخصص لهم من القراءة والاطلاع والوعى والحوار يشكل مساحة ضئيلة للغاية مقارنة لما هو عليه من الاهتمام بالرياضة وخاصة كرة القدم وهذا كله يؤثر سلباً على المستوى الثقافى العام وعلى قدرتنا فى منافسة الشعوب الآخرى.