احتضنت قطر أكبر تظاهرة ثقافية في تاريخها السبت بافتتاح متحف الفن الإسلامي الضخم الذي يضم مجموعة من القطع الأثرية التي يكشف عنها للمرة الأولى في العالم، في حضور نحو الف شخصية عالمية من اهل الفن والسياسة. وكان الرئيس التنفيذي لهيئة متاحف قطر عبدالله النجار قد قال لعشرات الصحافيين الذين تمت دعوتهم من شتى انحاء العالم لتغطية الحدث أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني "سيستقبل نحو الف شخصية مهمة من ضيوفه من كل انحاء العالم لحضور حفل افتتاح التحفة المعمارية المميزة والمجموعة الثمينة من القطع الاثرية التي يكشف عنها لاول مرة في العالم". واضاف النجار ان "متحف الفن الاسلامي سيعرض اكثر من 800 قطعة فنية من اوروبا وآسيا والشرق الأوسط، معظمها سيراها الجمهور لأول مرة". وتابع ان "التحف والقطع الأثرية التي ستعرض لم يتم اختيارها على اساس الحجم او الثمن أو الندرة ، بل على أساس ان كل قطعة تخبر قصة عن العالم الاسلامي، وتلقي الضوء على امكان تعايش الشعوب معا بسلام". و تبدأ الجمعة فعاليات الاحتفال بالمتحف الجديد بمعرض خارجي للتصوير يحمل عنوان "متحف الفن الاسلامي بعيون قطرية". واوضح النجار انه "سيتم عرض 120 صورة التقطها ثمانية مصورين قطريين خلال ثلاث سنوات من بناء المتحف". وسيكون مصمم المتحف الاميركي الحاصل على جائزة بريتزكر ايم باي ضيف شرف في حلقة نقاش ستجرى يوم الاحد تحت عنوان "العمارة الاسلامية بين التقليد والحداثة". وفي اليوم نفسه، يقدم متحف الفن الاسلامي حفلا موسيقيا عالميا بعنوان "ليلى ومجنون" بحسب المنظمين، ستقدمه فرقة "طريق الحرير" التي تتألف من مجموعة عالمية من موسيقيين ومؤلفين ومنظمين وفنيي بصريات وروائيين من اكثر من 20 دولة. كما يبدأ الاثنين المقبل مؤتمر "ما وراء الحدود: الفن الاسلامي عبر الحضارات" بمشاركة باحثين في الفن الإسلامي من ثلاث قارات. وستتلاقى العديد من المتاحف الشهيرة في العالم معا في الحدث الكبير، ليتمثل كل متحف بمبعوث خاص وبتحفة اسلامية فنية. وقال النجار ان "متحف الفن الاسلامي يضع اللبنة الاولى في خطة لمشروع ثقافي يهدف الى تحويل دولة قطر حاضرة عالمية للثقافة". ويقع المتحف وهو تحفة معمارية على بعد 60 مترا من كورنيش الدوحة على جزيرة اصطناعية تم ردمها خصيصا. واستلهم تصميمه من تصميم السبيل او "نافورة الوضوء" التي انشئت خلال القرن الثالث عشر في مسجد احمد بن طولون في القاهرة والذي يعود تاريخه الى القرن التاسع للميلاد. ويتألف المتحف من مبنى رئيسي ذي خمس طبقات وجناح تعليمي مؤلف من طبقتين، وتربط المبنيين باحة مركزية. وقد تم جمع المقتنيات الفنية للمتحف من ثلاث قارات بما فيها بلدان من الشرق الاوسط واسبانيا والهند، ويراوح تاريخها بين القرن السابع للميلاد وصولا الى القرن التاسع عشر. وتعكس مجموعة المقتنيات التنوع الموجود في الفن الاسلامي، وتضم كتبا ومخطوطات وسيراميك ومعادن وزجاجا وعاجا وانسجة وخشبا واحجارا كريمة وقطعا نقدية مصنوعة من الفضة والنحاس والبرونز، يعود تاريخ بعضها الى ما قبل الاسلام. ويعود احدثها الى العهد الصفوي، مرورا بالعصرين الاموي والعباسي. وتغطي بذلك جميع مجالات الفن الاسلامي. ويفتتح متحف الفن الاسلامي أبوابه امام الجمهور في الاول من ديسمبر المقبل. وتأسست هيئة متاحف قطر في نهاية 2005 وتترأسها ابنة امير قطر الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة ال ثاني.