تزداد ظاهرة التسول السالبة التي انتشرت في الشوارع وإمام إشارات المرور والمساجد وفي مداخل الأسواق التجارية وأصبحت علامة فارقة تضع في الشارع أكثر من علامة استفهام ففي كل شارع وتقاطع هناك العديد ومن كلا الجنسين نساء كبيرات في السن ورجال كهلة في الطرقات ليرددوا بضع الكلمات المعتادة من اجل الحصول على ما يريدون من مبالغ مالية من جيوب المواطنين ولدى هؤلاء المتسولون حيل كثيرة أهمها تركيب بعض الاجزاء ليظهر وكأنه معاق من اجل الشفقة ولفت النظر بعين العطف.. في هذا السياق قال الدكتور سعيد بن مسفر المالكي لاشك ان وجود مثل هذه النوعية عند الإشارات لا يحبذ فالمنظر غير حضاري وله أبعاد كثيرة سيما من زوار مدينة جدة العروس ومن يمارس التسول هم بلاشك من العمالة الوافدة التي قدمت الى البلاد وتخلفت. وأشار الدكتور المالكي الى أن هؤلاء لديهم أساليب متعددة في استعطاف مرتادي الطريق وتحديدا عند الاشارات المرورية من اجل الحصول على مبتغاهم. متمنيا د. المالكي ان تقوم الجهات ذات الاختصاص بملاحقة هؤلاء وتجفيف منابعهم للقضاء على المناظر الغريبة على نسيج مجتمعنا الراقي. كما أشار من جهته الأستاذ تركي الزبيدي الى ان تواجد المتسولين عند الاشارات اصبح سمة شوارع مدينة جدة وكذلك تواجدهم تحت الجسور ولا يقتصر على الرجال والاطفال وانما من النساء الافريقيات ولعل هذا التواجد والتنامي اصبح يثير الاستغراب اين هي الجهات ذات العلاقة وخاصة مكتب التسول؟ يفترض ان تكون هناك جولات مكثفة على اماكن تواجدهم للقضاء على الظاهرة التي تستمر في الشوارع حتى ساعات متأخرة من الليل. واستطرد الزبيدي قائلا: مما لفت نظري مجموعة من الأطفال وهم يتهافتون على السيارات المتوقفة في الإشارة المرورية لكن ما أثار انتباهي احد هؤلاء الأطفال إذ كان الاعياء عليه واضحا ويقوم بتنظيف زجاج السيارات المتوقفة طمعا ببعض المال حاولت التحدث معه إلا انه رفض في بادئ الأمر لكنني تمكنت من إقناعه فتحدث محمد 13 سنة (يمني) عن معاناته قائلا: اضطر للنهوض باكرا والخروج إلى الشارع لغرض كسب المال عن طريق (التسول) وأحيانا غسل زجاج السيارات ونادرا ما يمنحني سائقو المركبات بعض الريالات لكن اغلبهم يطردني ويمنعوني من لمس سياراتهم! وفي اليوم الذي لم احصل فيه على مبالغ جيدة فإنني أتعرض للعقوبة الشديدة من قبل عمي الذي اسكن معه. وفي ذات السياق قال الاستاذ فهد الزهراني إن ظاهرة التسول وصلت حد الازعاج فالمتسولون اصبحوا يطلبون حد الالحاح من اجل ان تعطيهم والبعض منهم يحمل اطفالا صغارا في السن في قيلولة النهار من اجل استجداء الناس وهناك أساليب أخرى يتفنن فيها المتسولون، وأشار الزهراني الى ان الجميع يتحمل مسؤولية استمرارية ظاهرة التسول في إعطائهم ما يحتاجونه وعلى مكتب التسول والشرطة وهما جهتا الاختصاص القبض على هؤلاء أينما وجدوا كما بيَّن الزهراني ان هناك اساليب غريبة يقوم بها بعض هذه النماذج حيث يدعي انه من منطقة خارج مدينة جدة ويريد الحصول على مبلغ مالي من أجل العودة الى ابنائه في المدينة التي يسكن بها. وأبدى الاستاذ ناير السلمي معلم تربوي ان التسول وصل حد المنازل هناك نساء افريقيات يطرقن ابواب المنازل ويحدثن الخوف والهلع في نفوس الابناء دون الاكتراث بتبعات هذا الازعاج المستمر طوال النهار. كما طالب السلمي الجهات المسؤولة بمتابعة المتسولين اينما كانوا واينما وجدوا للقضاء على مكامن الازعاج للمواطنين. ناهيك عن تواجدهم في اوقات الصلاة امام ابواب المساجد وبتكاثر العدد يوم صلاة الجمعة. ولهم اساليب وحيل عديدة للحصول على مبتغاهم. من جانبه أوضح مصدر مسؤول في جوازات جدة ان مسألة ملاحقة المتسولين هي من اختصاص مكافحة التسول بجدة لكن الجوازات تشترك معهم في لجنة مشكلة لمحاولة محاصرة هذه الظاهرة وتتبع اماكن تواجدهم ورصدهم في محاولة جادة للقضاء على هذه المشكلة التي تخدش جماليات الوجه الحضاري لشوارعنا ومدننا. كما تحدث الناطق الاعلامي بشرطة محافظة جدة الملازم اول نواف البوق قائلا: لدينا في شرطة جدة نهج حول عملية القبض على المتسولين حيث نقوم برصد تحركاتهم واماكن تواجدهم ونتابعهم سرياً حتى سكنهم ويتم القبض عليهم بطريقة نتفادى من خلالها المشاكل التي يتوقع ان تحدث امام الاشارات من جراء المطاردة التي اصبحت لا تجدي اطلاقاً. مبيناً ان هناك لجانا من الشرطة مع الجهات ذات العلاقة في هذا الشأن وبالذات مكتب مكافحة التسول. وطالب الملازم نواف البوق من المواطنين بالتعاون مع كافة الجهات المسؤولة بعدم اعطاء هؤلاء ما يبحثون عنه والابلاع عنهم للجهات المختصة. كما كشف الملازم البوق انه خلال شهر ذي الحجة تم القبض على 335 من كافة الجنسيات المختلفة من نساء ورجال واطفال وتم احالتهم الى ادارة الوافدين لاتخاذ الاجراء اللازم تجاههم اما الاطفال فيتم احالتهم الى قسم الايواء.واذا تبين خلال فرز الحالات وجود مواطنين يتم تحويلهم الى اقسام الشرط للتحقق من وضعهم وتحويلهم الى مكتب الشؤون الاجتماعية.