يعد التدخين العامل المشترك بين العديد من الأمراض التي تصيب اللثة والأسنان مثل التهابات اللثة وتسوس الأسنان، ذلك لأنها أول الأعضاء تأثرا بالتدخين بعد تعرضها المباشر للمواد الكيميائية المكونة لتبغ السيجارة. وتتراوح نسبة أمراض اللثة بين 4-8% من سكان90 بالمائة منهم من المدخنين، وتعكس هذه النسبة العلاقة بين التدخين وأمراض اللثة، فاحتمالية الإصابة بالتهاب اللثة عند المدخن تتضاعف 5 مرات عنها عند الشخص العادي، خاصة مع تعرض اللثة لمادة النيكوتين التي تقلل من تدفق الدم في الدورة الدموية وبالتالي تقل قدرة جهاز المناعة على محاربة الميكروبات التي تتمكن من تدمير اللثة، ويصاب المدخن بأمراض اللثة الضارة. كما أن المدخن أقل قدرة على اكتشاف أمراض اللثة مبكرا قبل تفاقم المشكلة، حيث إن أوضح وسيلة للدلالة على التهابات وأمراض اللثة هي نزيف اللثة، لكن الحرارة الناتجة عن التدخين وتأثير مادة النيكوتين يؤديان إلى تقليل النزيف عند المدخنين المصابين بأمراض اللثة، وبالتالي لا يشعر المدخن بأنه مصاب بها ولا يبادر بزيارة طبيب الأسنان لعلاج المشكلة قبل تفاقمها، وقد أثبتت الدراسات أن للتدخين علاقةً بانخفاض معدل هرمون الاستروجين بالدم بما يؤدي إلى هشاشة العظام. كما يعتبر التدخين سببا مهما لسقوط الأسنان، فهو السبب الرئيس وراء أكثر من 70 % بالمائة من حالات التهاب اللثة المزمن عند البالغين، ففي البداية يصيب الالتهاب الأنسجة الموجودة حول الأسنان، وشيئا فشيئا يتطور ليحدث شرخا تنفصل فيه اللثة عن الأسنان، لتبدأ عملية تآكل العظم حولها، مما يتسبب في حدوث انحسار للثة وبالتالي تتكشف جذور الأسنان، وفي النهاية يحدث التخلخل، فتتهاوى الأسنان أو قد يضطر الطبيب إلى خلعها. كما أن التدخين يؤدي إلى نقص نسبة نجاح بعض علاجات الأسنان مثل زراعة الأسنان والتقويم وإمكانية حصول مضاعفات مثل التهاب العظم عند خلع الأسنان، وقد أثبتت الدراسات أن نسبة نجاح زراعة الأسنان أقل في المدخنين عنها في غير المدخنين ومعرضة للفشل، بالإضافة إلى تأخر الشفاء والتئام جراح الفم بعد إجراء أي عملية جراحية في الفم مثل خلع الأسنان أو عمليات اللثة.