يشكو الكثيرون من مراجعي عيادات الأسنان من حدوث نزيف في اللثة عند تفريش الأسنان أوعند الأكل، ويعدد الأطباء الأسنان والمتخصصون الأسباب المؤدية إلى نزيف اللثة، إلا أنهم أجمعوا على أن السبب الأكثر شيوعًا هو حدوث التهاب بكتيري، معللين ذلك بأن ذلك النزيف يحدث عند عدم إتباع إرشادات نظافة الفم والأسنان بانتظام، فتتكون طبقة من البكتيريا تدعى البلاك على الأسنان وعلى حدود اللثة، تقوم تلك البكتيريا بإفراز سمومها مما يؤدي إلى التهاب اللثة، وهو السبب وراء النزيف، مؤكدين أنه إذا لم تتم إزالة البلاك على يد طبيب أسنان مختص ستتفاقم مشكلة النزيف لتؤدي إلى حدوث ما يسمى ب»أمراض اللثة»، وبالتالي مزيد من النزيف. أما عن الأسباب الأخرى الشائعة التي تؤدي إلى نزيف اللثة، فمنها حدوث جرح أو صدمة بها، أو تعاطي أدوية معينة «كأدوية أمراض القلب وضغط الدم»، والاستخدام الخاطئ لفرشاة الأسنان أو خيط الأسنان، أو نقص فيتاميني (ج) و(ك)، أو اضطراب في الهرمونات خلال فترة المراهقة أو خلال فترة الحمل، أو سرطان الدم، أو وضع طقم أسنان ضيق لمن يستخدم ذلك. وعن مدى خطورة نزيف اللثة، يقول الأطباء أنها السبب الرئيس وراء فقدان الأسنان وتشوهها، كما أثبتت آخر الدراسات وجود علاقة بين أمراض اللثة المزمنة والسكتة القلبية. وينصح الأطباء بعدم التوقف عن تنظيف الأسنان بالفرشاة عند حدوث النزيف، معتبرين ذلك أهم وسيلة للتخلص من البلاك، بالتالي هو الحل الأمثل للمشكلة، هذا بالإضافة إلى أن خروج الدم عند التنظيف بالفرشاة أمر حيوي ومفيد للغاية، إذ يقوم النزيف بإنذار الجسم بأن هناك مشكلة ما، ويقوم الجسم بعد ذلك بمضاعفة الجهود للسيطرة على الالتهاب مما يؤدي إلى سرعة التئام الجرح. موضحين أنه من الممكن عدم توقف النزيف فورًا، مشيرين إلى أن طريقة تنظيف الأسنان بالفرشاة غير الصحيحة أو مدة التنظيف غير الكافية قد تكون من أسباب استمرار النزيف، إذ ينصح أطباء الأسنان بالتنظيف بالفرشاة مدة دقيقتين على الأقل. لكن غالبًا ما تستمر مشكلة نزيف اللثة حتى بعد تنظيف الأسنان بصورة صحيحة لعدة أيام، وذلك بسبب عجز شعيرات فرشاة الأسنان عن الوصول إلى البلاك المتراكم في مناطق ما بين الأسنان، لذلك يكمن الحل الجذري لمشكلة نزيف اللثة في تنظيف الأسنان على يد طبيب مختص، إذ يمكن لطبيب الأسنان إزالة البلاك بصورة مثالية تنتهي بموجبها مشكلة نزيف اللثة تمامًا. نصائح للوقاية ويؤكد الأطباء أنه يمكن تجنب نزيف اللثة باتباع عدة خطوات رئيسة، منها تنظيف الأسنان باستخدام فرشاة ناعمة بعد كل وجبة، واستخدم خيط الأسنان مرة واحدة في اليوم على الأقل، وزيارة طبيب الأسنان مرة كل ستة أشهر على الأقل لإزالة طبقة البلاك التي يصعب الوصول إليها باستخدام الفرشاة، والمضمضة بماء دافئ وملح، وتجنب الأكل ما بين الوجبات الرئيسة الثلاث، وتجنب تناول المأكولات عالية الكربوهيدرات لمنع تكون طبقة البلاك على الأسنان، وتناول المأكولات التي تحتوى على نسبة عالية من الألياف مثل «التفاح، الجزر، الخبز الأسمر». ويساعد تناول الأطعمة ذات الألياف العالية إلى تقوية أنسجة اللثة، إذ يؤدي مضغ الألياف إلى توليد ضغط مثالي معتدل يزيد من نشاط الدورة الدموية في اللثة مما يؤدي إلى لثة أكثر قوة وتحملاً، فاللثة بهذا المنظور كعضلات الجسم، حيث إن تمرين عضلات الجسم باستمرار يؤدي إلى تقويتها، وبالمقابل إهمال أوعدم تمرين العضلات يؤدي إلى ضعفها وضمورها. وكذلك الحال بالنسبة للثة فتناول الأطعمة الطرية أو اللينة بكثرة مثل (الهامبورجر، البطاطس المقلية) يؤدي إلى ضعف وضمور أنسجة اللثة مما يقلل قدرتها على مقاومة الهجوم البكتيري.. والجدير بالذكر أن تناول الأطعمة الصلبة جدًا كالثلج أو عظام الدجاج أو الاستخدام الخاطئ للأسنان في عملية فتح أغطية الزجاجات أو تكسير المكسرات يؤدي إلى وضع ضغط هائل على اللثة مما يؤدي إلى تمزقها، وبالتالي إلى ضعفها، تمامًا كما هو حال عضلات الجسم، فتحميل عضلات الجسم أكثر من طاقتها يؤدي إلى تمزقها وبالتالي إلى ضعفها.