في إطار تأكيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي على أن زيارته إلى موسكو تهدف لبحث الملف السوري مع تأكيد موقف العراق الداعي إلى حل سياسي، وتعامل موسكو مع ما يبدو أنه مبادرة عراقية لحل الأزمة السورية أشار عباس خلف مستشار معهد الدراسات الاستراتيجية الروسية إلى أن موسكو تحاول إيجاد لاعبين إقليميين في المنطقة من أجل الدفع بما تسميه الحل السياسي. ولكن هذا الحل يبدو أنه متأخرا وحتى المبادرة العراقية هي متأخرة لأن سقف المطالب لكلا الجانبين في سوريا المعارضة والنظام قد نسف والكل يبحث عن الضربة القاضية التي سينزلها بخصمه، مؤكدا أن هناك محورا جديدا يضم كل من طهران وبغداد ودمشق بدأ يتشكل بدعم من موسكو التي ترى بأنه سيقاوم المحور التركي ودول الخليج العربي. وأكد أن موسكو تستغل هذا المحور لإبعاد الولاياتالمتحدةالأمريكية وتتفرغ في جمهوريات آسيا الوسطى، أي أن هناك مصالح جيوسياسية تحرص موسكو على الاحتفاظ بها خاصة وأن النظام السوري هو آخر قلعة لمصالحها في الشرق الأوسط وانهيار هذا النظام سيكون له انعكاسات ومردودات كثيرة على الوضع العراقي الهش لهذا السبب ترحب موسكو بمثل هذه المبادرة. كما رأى أن طهران هي عرّاب العلاقات بين موسكو والعراق فزيارة المالكي أتت مباشرة بعد زيارة وزير الدفاع الإيراني الذي قام بزيارة إلى بغداد والتقى بالمسؤولين جميعا في بيتهم الأمر الذي يدل على عمق التأثير الإيراني في اتخاذ القرار السياسي في بغداد، أي أن إيران أيضا تحتاج إلى حليف آخر إذا انهار النظام في سوريا لكي لا يتأثر وضعها خاصة أن واشنطن وضعت إيران على النار الهادئة عن طريق العقوبات الاقتصادية المعروفة. وعن ما إذا كانت موسكو بصدد البحث عن مخرج لرفع الحرج عن تصلبها في مجلس الأمن وبالتالي إيجاد حل سياسي يقدمه العراق أكد خلف في حواره لبرنامج ما وراء الخبر على قناة الجزيرة أن موسكو لا تجد حرج فهي استخدمت ثلاث مراث الفيتو فهي ذاهبة إلى النهاية في دعم النظام السوري إلا إذا حدث خرق كبير. وأضاف أن المسألة المهمة أن الأمريكيين يقولون إنها زيارات بروتوكولية ولا ينفذ أغلب ما يتفق عليه فيها وهو ما يدل على أنهم يسيطرون على الوضع بشكل تام ويعرفون الحدود التي يذهب إليها المالكي.