التقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالزعيم الإيراني علي الخامنئي، وفقا لما ذكره مصدر مطلع في الوفد العراقي المشارك في اجتماعات قمة طهران لمؤتمر دول عدم الانحياز، وتأتي مشاركة المالكي في هذا المؤتمر بعد إعلان الحكومة العراقية عن رئاسة خضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية للوفد العراقي، إلا أن دعوة شخصية وصلت للمالكي من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، جعلت هذه المصادر تصف مشاركة المالكي في أعمال هذه القمة بكونها «ضرورة إيرانية أكثر منها عراقية، لمواجهة عقدة أي اعتراض خليجي على الموقف الإيراني من الملف السوري، من خلال تمثيل المالكي لرئاسة القمة العربية التي عقدت في مارس الماضي في بغداد، من أجل تمرير الموقف الإيراني في مواجهة دول مجلس التعاون الخليجي. وأكدت هذه المصادر أن المالكي سيلتقي مع الوفد السوري لتدارس إمكانية الخروج بموقف عراقي سوري إيراني يتفق مع قرارات الجامعة العربية في اجتماعاتها التشاورية حول الملف السوري، بعد أن أكدت مصر أن حل الأزمة السورية يكون بخروج عاجل للرئيس بشار الأسد من الحكم، كما تم تكليف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بتدارس إمكانية الخروج بموقف عراقي مصري إيراني متوافق لرؤية الحل في نفق الأزمة السورية. وأضافت المصادر أن العراق»سيسعى إلى دمج ورقته بخصوص سوريا مع الورقة الإيرانية في قمة عدم الانحياز، ومن المرجح أن تشهد القمة طرح أربع مبادرات بخصوص الأزمة السورية، مصرية وخليجية وعراقية وإيرانية، وهناك توازن وتقارب بين الورقتين العراقية والإيرانية في وجهات النظر والحلول المطروحة لحل الأزمة السورية وأن هاتين المبادرتين هما الأقرب للحل». مشيرة إلى أن العراق حريص على إيجاد حل سلمي من خلال مظلة الجامعة العربية ووساطة المبعوث الجديد لها وللأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي ومنحه فرصة كافية للتوصل إلى حلول سريعة من خلال مباحثاته مع دمشق بغية حقن الدماء السورية، وإيجاد حلول مقبولة تساعد على تقريب وجهات النظر بين النظام السوري والمعارضة ونزع فتيل الأزمة. موضحة أن المالكي «سيجري لقاءات متعددة مع المسؤولين الإيرانيين والعرب لاسيما الرئيس المصري، بغية تحقيق دمج بين المبادرتين العراقية والإيرانية في مبادرة واحدة لطرحها في القمة كحل متوازن يقترب من الموقف المصري في القمة».