أثارت زيارة رئيس الجمهورية العراقية جلال طالباني سفير الولاياتالمتحدة في بغداد جميس جيفري أول من أمس موجة من الانتقادات داخل الأوساط السياسية «لمخالفة الزيارة الأعراف البروتوكولية والديبلوماسية» لكن «الكتلة الكردية» دافعت عن الزيارة ووصفتها بأنها «تُعبّر عن تواضع الرئيس». وكان طالباني زار الجمعة السفير الاميركي في بغداد وبحث معه في الأوضاع العراقية والمنطقة في ضوء المستجدات والتطورات الحالية. وقال المتحدث باسم «التحالف الكردستاني» مؤيد طيب ل»الحياة» ان «طالباني رجل ثوري وقائد ثورة ولا يهتم بالبروتوكولات كثيراً وما يهمه هو مصلحة العراق». مشيراً الى ان «العلاقات بين العراق والولاياتالمتحدة كثيرة ومتشابكة خصوصاً في هذه المرحلة ورئيس الجمهورية منهمك في إيجاد حلول لوضع القوات الاجنبية في البلاد». وتابع ان «سفارة الولاياتالمتحدة ليست سفارة عادية لا في الوقت الحالي ولا في المستقبل ولم تُقلل زيارة الرئيس لها من كرامة البلاد ولا من هيبة رئاسة الجمهورية». واضاف: «هذه الزيارة ليست غريبة على طالباني فهو كثيراً ما يزور شخصيات ومسؤولين في الدولة صفتهم الرسمية أدنى من رئاسة الجمهورية». وقال النائب عن «ائتلاف دولة القانون» عبدالسلام المالكي ان زيارة الرئيس «غير جائزة بروتوكولياً وخارجة عن الأعراف الديبلوماسية». وأضاف أن «رؤساء الجمهوريات لا يزورون سفراء الدول إلا في حالات اللجوء عند حصول حالات انقلاب عسكري في تلك الدول لذا فإنّ زيارة طالباني هي محل انتقاد ولا تليق بمكانته». وأكد المالكي أن «على طالباني أن يوضح هل أن زيارته كانت بصفة شخصية أم بصفة رسمية»، مشدداً على «أن الرئيس يمثل العراق ولا يجوز لمن هو في مكانته أن يزور سفيراً لدولة». واعتبرت كتلة «التغيير» الكردية المعارضة ان زيارة رئيس الجمهورية للسفير جيفري «تدل على أن الأميركيين هم من يحكمون البلد بصورة فعليا». يذكر ان زيارة طالباني الاخيرة الى ايران للمشاركة في مؤتمر «مقاطعة الارهاب في العالم» الشهر الماضي اثارت ضجة مشابهه بعد تكليف وزير النفط الايراني استقباله بدلاً من الرئيس الايراني وطالبت اطرف سياسية عدة في حينه رئيس الجمهورية بالعودة وعدم اكمال المؤتمر احتجاجاً على ما اعتبرته «عدم احترام التقاليد الديبلوماسية في تعامل ايران مع العراق».