انتقد الناطق باسم القائمة العراقية حيدر الملاّ، زيارة وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي، سامراء، ولقاءه بالقادة الأمنيين فيها، فيما ينتظر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، عودة رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي، من موسكو، لزيارة بغداد، في وقت نفى ائتلاف دولة القانون أن تكون زيارة المالكي إلى العاصمة الروسية والزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني إلى بغداد مؤشراً على بوادر تشكيل تحالف وشيك يجمع العراق وإيرانوروسيا لدعم نظام الحكم في دمشق. وصرح السفير الإيراني في بغداد «حسن دانائي فر»، بأن الرئيس نجاد ينتظر عودة المالكي من روسيا ليزور العراق، وكشف أيضاً في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية عن أن قائد القوة البحرية للحرس الثوري سيزور بغداد تلبية لدعوة من قائد القوة البحرية العراقية. وكان المالكي وصل إلى العاصمة موسكو ظهر الإثنين في مستهل زيارة رسمية تشمل جمهوريتيْ روسيا الاتحادية والتشيك، وغابت أي مظاهر رسمية لاستقباله، حيث لم يستقبله وفق البروتوكول والعُرف الدبلوماسي رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف، حيث استقبله والوفد المرافق له في مطار فنوكفو نائب وزير الخارجية الروسي مورغولوف، والسفير العراقي في موسكو، وأعضاء السفارة العراقية. وأشار معلقون إلى أنه «ربما يكون استقبالاً بارداً قد ينمّ عن امتعاض روسي ما». من جهته، لم يستبعد حامد المطلك النائب عن القائمة العراقية، أن «تكون الزيارات الإيرانية المتكررة إلى العراق تهدف إلى زيادة النفود الإيراني، وتوطيد علاقتها معه في الجوانب العسكرية وغير العسكرية»، متوقعاً أن يكون هدفها «إيجاد حلف عسكري مع العراق، لاسيما أن هناك توافقاً بينها وبين أطراف معينة في العملية السياسية، تأخذ قراراتها بالتشاور معها». فيما رأى النائب الكردي حسن جهاد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، أن إيران «تسعى إلى ضم العراق إلى محورها مع سوريا، أو على الأقل إيجاد اتفاق عسكري بينهما، لكني لا أعتقد نجاحها في هذا المسعى خلال هذه المرحلة، لأن العراق لا يستطيع أن يستغني عن الغرب وأمريكا بسهولة». ويرفض أعضاء في دولة القانون بزعامة المالكي الحديث عن محور جديد يضم العراق وسوريا وروسيا. وقال النائب عن دولة القانون محمد الصيهود، «إن الوضع الإقليمي يشهد حالة اضطراب، والأوضاع في سوريا خطيرة، ولابد للعراق أن يكون طرفاً في الحوار لتهدئة الأزمة»، كما رفض اعتبار زيارة نجاد المرتقبة لترتيب الأوضاع بعد سقوط الأسد، مؤكداً أن «الزيارة اعتيادية تخص الأوضاع المشتركة بين الطرفين، وأن العراق يرفض سياسة المحاور والتكتلات». من جانبه، قال النائب حيدر الملا، في بيان أرسلت نسخة منه ل»الشرق»، إن خطورة زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى سامراء تكمن في لقائه القادة الأمنيين وانتهاكه أبسط مفاهيم السيادة الوطنية، مشيراً إلى أن إيران تتعامل مع العراق بمباركة بعض الأحزاب السياسية، على أنه قرية تابعة لها. وكان وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي، زار العراق الأسبوع الماضي والتقى عدداً من القيادات السياسية العراقية، كما زار مدينة سامراء.