تحلية المياه بالمملكة تعيش هذه الايام في حركة دائمة واسلوب عمل جديد بدأت ملامحه تتضح بعد تولي مسؤولية محافظ التحلية الدكتور عبدالرحمن بن محمد آل ابراهيم هذا المحافظ الشاب الذي وضع اسلوبا جديدا في التعامل مع منسوبي هذه المؤسسة العريقة تحلية المياه التي اكملت الثلاثين عاما من عمرها. محافظ التحلية الجديد اصطحب مجموعة من الصحفيين والاعلاميين في جولة شاملة على مرافق تحلية المياه بمنطقة الشعيبة وركب الحافلة مع الصحفيين ليحكي لهم فصولا من تحلية المياه واجاب عن كل استفساراتهم بل اعطى حق الاجابة لمعاونية من المهندسين السعوديين العاملين في تحلية المياه وكشف عن الاستراتيجية الجديدة لتحلية المياه التي تقوم على عدة ركائز واشار الى الخطوات القادمة حول توفير المياه المحلاة في كافة مناطق المملكة . - البلاد - كانت هناك لتسجل هذا اللقاء المهم لمحافظ تحلية المياه معالي الدكتور عبدالرحمن بن محمد آل ابراهيم ونلقي عليه الضوء اليوم .. في البداية قدم المحافظ نبذة تاريخية اشار فيها للتحلية. عرفت البلاد تحلية المياه المالحة منذ أكثر من مائة عام من خلال وحدة تكثيف لتقطير مياه البحر انتزعت من إحدى البوارج الغارقة قبالة سواحلها ونصبت بمينائها عام 1325ه ( 1905م) عرفت باسم "الكنداسة" كأول وحدة تحلية تنشأ على اليابسة. حيث كانت تلك التقنية تستخدم فقط في السفن التجارية والعسكرية التي تبحر أياماً وأسابيع دون توقف للتزود بالماء، وكان الغرض من هذه الوحدة دعم مصادر المياه العذبة في جدة، إلا أن التجربة لم تحقق النجاح المتوقع لها حيث تعتمد هذه التقنية على الفحم الحجري لتشغيلها ولم يتوفر هذا الوقود في البلاد كما لم يتوفر مصدر بديل للطاقة فلم تعش تلك المحاولة سوى أيام معدودة لتتوقف بعدها. وفي عام 1348ه الموافق 1928ه أعاد موحد المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله التجربة حين امر بإنشاء وحدتي تكثيف لتقطير مياه البحر بنفس التقنية لدعم مصادر المياه العذبة في جدة بعد ملاحظته - يرحمه الله – معاناة الحجاج والمعتمرين عند وصولهم ميناء جدة من قلة المتاح من المياه العذبة فيها حيث بالكاد يكفي ساكنيها، وحققت تكلك التجربة نجاحات لم تحققها التجربة السابقة وبالرغم من أنها نجاحات محدودة فقد كونت أساس هذه الصناعة في المملكة العربية السعودية . وفي عام 1362ه - 1942م تم عمل أول دراسة بحثية لمصادر وموارد المملكة من المياه ، وفي عام 1385ه - 1965م تم انشاء إدارة جديدة باسم تحلية المياه المالحة تهتم بشؤون تحلية المياه وذلك بوزارة الزراعة والمياه، وفي عام 1389ه - 1969م تم تشغيل محطتي الوجه وضباء المرحلة الأولى، وفي عام 1390ه - 1970م تم تشغيل محطة جدة المرحلة الأولى، وفي عام 1392 ه - 1972م تم انشاء وكالة جديدة بوزارة الزراعة والمياه تحت مسمى وكالة الوزارة لشؤون تحلية المياه المالحة ، وفي عام 20/ 8/ 1394ه - 7/ 9/ 1974م صدر أمر ملكي كريم برقم م/49 بإنشاء المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة كمؤسسة حكومية مستقلة ويرأس مجلس ادارتها وزير الزراعة والمياه . أهداف المؤسسة على مستوى العالم: تحقيق التقدم في الأبحاث ومواكبة كل الاختراعات والتطورات في أبحاث وتقنيات التحلية للاحتفاظ بالريادة أهداف المؤسسة على مستوى المملكة: المحافظة على جودة و موثوقية الخدمة مراعاة سلامة البيئة في جميع اعمال المؤسسة تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مجال تحلية مياه البحر تطوير وتوطين تقنيات تحلية مياه البحر التنسيق المستمر مع كافة الجهات ذات العلاقة وبناء علاقات نفع متبادل أهداف المؤسسة على مستوى المؤسسة: رفع الكفاءة والفعالية و تخفيض التكاليف دون التأثير على جودة و استمرارية الخدمة تنمية الموارد البشرية و بناء الكفاءات الوطنية والاستثمار فيها تطوير مناخ عمل تسوده روح الفريق و الشعور بالمسؤولية و الانتماء من خلال نشر ثقافة عمل ترتكز على القيم و المبادئ إعادة هيكلة الوظائف والعمليات بما يحقق تعزيز موقف المؤسسة التفاوضي في عملية التخصيص الالتزام بتطبيق قواعد وأنظمة الأمن والسلامة بما يضمن سلامة الأفراد والممتلكات رؤية المؤسسة : الريادة و التميز في صناعة تحلية مياه البحر وإنتاج الكهرباء. رسالة المؤسسة : تلبية احتياجات عملائنا من مياه البحر المحلاة والكهرباء بكفاءة وموثوقية وبأقل تكلفة ممكنة وأعلى مردود اقتصادي، والاستثمار الفعال في مواردنا البشرية وتحفيزها، وتطوير صناعة التحلية والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والالتزام بمعايير السلامة والبيئة. 1 - إنتاج الماء: يتم إنشاء وتشغيل وصيانة محطات التحلية لإنتاج الماء من خلال محطات تحلية ثنائية الغرض وأحادية الغرض، تسعى المؤسسة إلى تحقيق الأهداف العامة لخطط التنمية الخمسية للمملكة من خلال توفير المياه المحلاة بالكمية الكافية حسب الخطط الموضوعة لإنشاء المحطات ومن ثم دخولها في الإنتاج حيث استمرت المؤسسة في القيام بأعمال التشغيل والصيانة الذاتي لجميع محطاتها العاملة، ويبلغ عدد محطات المؤسسة 27 محطة موزعة على 17موقعاً على الساحلين الشرقي والغربي من المملكة تنتج 3,3 مليون متر مكعب يومياً. مشاركة القطاع الخاص في الاستثمار إن من أهداف خطة التنمية التاسعة للمؤسسة " مشاركة القطاع الخاص في الاستثمار في مجال تحلية المياه " وقد قامت المؤسسة بإجراءات جادة في سبيل التوجه إلى تخصيص مرافقها وإتاحة المزيد من الفرص لمشاركة القطاع الخاص في أنشطتها وتشجيعه على المشاركة في الاستثمار في مجال تحلية المياه المالحة، وفي سبيل ذلك تم اتخاذ العديد من الخطوات التنفيذية التي ساهمت في تفعيل قرار المجلس الاقتصادي الأعلى (رقم 5/23 وتاريخ 23/3/1423ه) والخاص بوضع أسس ومعايير تلك المشاركة ودور المؤسسة في هذا المجال، وقد كان اتجاه المؤسسة للتخصيص على محورين رئيسين هما: مشاريع الإنتاج المستقل للماء والطاقة IWPP: مشروع محطة تحلية الشعيبة المرحلة الثالثة بطاقة 880 ألف متر مكعب ماء يومياً و 900 ميجاوات كهرباء لتغذية مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وجدة والطائف والباحة. توسعة محطة تحلية الشعيبة بطاقة 150 ألف متر مكعب ماء يومياً لتغذية جدة. مشروع محطة تحلية الشقيق المرحلة الثانية بطاقة 212 ألف متر مكعب ماء يومياً، و850 ميجاوات كهرباء لتغذية منطقتي عسير وجازان. مشاريع القطاع الخاص: مشروع محطة تحلية الجبيل التابع لشركة مرافق بطاقة إنتاجية تبلغ 800 ألف متر مكعب ماء يوميا يخص المؤسسة 500 ألف متر ويمثل إنتاج المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة (58%) من إنتاج مياه التحلية في المملكة، ونسبة إنتاج المملكة من المياه المحلاة خليجياً (41%)، ونسبة إنتاج المملكة من المياه المحلاة عالمياً (18%). توليد الكهرباء: بالموازاة مع جهود المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة لإنتاج المياه المحلاة، فإن المؤسسة تقوم بإنتاج الطاقة الكهربائية من خلال محطاتها ( ثنائية الغرض ) التي تولد الطاقة الكهربائية بجانب إنتاج المياه ، وتعمل هذه المحطات بطريقة التبخير الوميضي متعدد المراحل حيث يستخدم جزء من الطاقة الكهربائية لتشغيل مرافق المحطة وما تبقى من التوليد يتم تصديره إلى الشركة السعودية للكهرباء. وتبلغ قدرة توليد لكهرباء في المؤسسة ( 5000 ) ميجاوات وهو ما يعادل ( 18 % ) من الكهرباء المنتجة في المملكة. نقل المياه المحلاة: تقوم المؤسسة بنقل المياه المحلاة إلى الجهات المستفيدة من خلال: خطوط أنابيب نقل المياه بطول إجمالي ( 4,540) كيلو متر. ( 34) محطة لضخ المياه . (16) محطة لخلط المياه التحلية بالمياه الجوفية . ( 184) خزان مياه سعتها لاستيعابية حوالي ( 9,9 ) مليون متر مكعب.