لم يكن يدور بخلد الشاب أمجد الخالدي البالغ من العمر 35 عاما أن رحلته للعلاج خارج المملكة ستكون سبباً في معاناته مدى الحياة بعد أن نقل إليه دم ملوث بفيروس نقص المناعة HVI ما أدى لإصابته بالإيدز لكنه لم يستسلم لهذا المرض بل قرر أن يكرس حياته لتوعية غيره من هذا المرض ليثبت للجميع أنه مرض يمكن أن يتعايش معه الشخص إذا امتلك الإرادة والعزيمة والإيمان بالله ورغب المجتمع في ذلك. تواصل وتوعية قرر الخالدي أن يطلق قناة على موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب أسماها قناة الإيدز، وبالرغم من أن الاسم قاس بعض الشيء إلا أن مضمون مقاطع الفيديو الموجودة بالقناة يحمل الكثير من الأمل والتفاؤل لكل مريض، حيث خصصها لعرض لقاءات تليفزيونية مع أطباء من دول مختلفة يتحدثون فيها حول مرض الإيدز والجديد في علاجه وكيفية التعايش معه. موقع تويتر أيضاً كان ساحة رحبة للخالدي نظراً للإقبال الكبير من الشباب على هذا الموقع، فقرر صاحبنا أن ينشئ صفحة خاصة به يقوم فيها بتعريف الشباب بمخاطر المرض وكيفية التعايش معه من خلال تجربته الشخصية التي تستحق الإشادة. اعتراف وتعايش قرر الخالدي أن يعرف نفسه لمتابعيه بشكل طبيعي، فلم يُخف عنهم حقيقة مرضه حيث كتب في ملفه التعريفي وصفاً مختصراً لنفسه قال فيه "اسمي أمجد الخالدي متعايش مع فيروس الإيدز، الإيدز جاني من نقل دم في خارج السعودية منذ سنة1422ه/2002م أنا من الرياض ./سكاكاالجوف، وبلغ عدد متابعي الصفحة أكثر من 1300 شخص من جنسيات مختلفة ، في حين بلغ عدد المشتركين في قناة الإيدز على اليوتيوب أكثر من 700 مشترك وبلغت عدد المشاهدات 81103 مشاهدة منذ إنشائها في عام 2008. "البلاد" تستعرض هنا جانباً من تعليقات الخالدي على صفحته الخاصة على موقع تويتر حيث كتب يقول: "الإيدز أو مرض نقص المناعة المكتسب لم يعد ذلك المرض القاتل، إحدى الدراسات الحديثة أثبتت أن مرضاه يعيشون ما يعادل ما يعيشه مرضى الضغط والسكر، وفي تغريدة أخرى يقول: "يجب أن نعمل يداً واحدة في مواجهة الإيدز لأن المجتمع لابد أن يعرف المعلومة السليمة والصحيحة ويتوقف عن محاكمة مصاب بالإيدز وعزله ونبذه". وحول دور المجتمع في التوعية بالإيدز قال الخالدي: أتمنى أن يكون على هامش كل حفلة غنائية أو مباراة كرة قدم أو برنامج أو مسلسل وغيرها فاصل قصير للتوعية بمرض الإيدز والمصابين به وطالب شركات الاتصالات بأن تقوم بدور توعوي من خلال رسائل للمشتركين تتضمن معلومات حول المرض حيث قال: "على شركات الاتصالات أن تستخدم الرسائل النصية للتوعية عن الإيدز والمصابين به" . وأضاف الخالدي: أتمنى أن يكون دور لاعبي كرة القدم أو الفنانين أو الممثلين في توعية المجتمع بمرض الإيدز ومصابينه عنصرا من عناصر تقييم أسعار الانتقال، كما طالب أئمة المساجد والشيوخ بالتواصل مع المختصين لمعرفة حقيقة المرض قبل الحديث عنه حيث قال: أعزائي أئمة المساجد إذا قررتم أن تكون خطبتكم حول الإيدز حاولوا التواصل مع المختصين لضمان صحة المعلومات وسلامتها، لافتاً إلى أن استغلال خطبة الجمعة لرفع مستوى الوعي الاجتماعي بمرض الإيدز والمصابين به يساهم في التوعية والتثقيف. وطالب المؤسسات الصحية بالقيام بدورها في توعية الشباب والنشء بخطورة هذا المرض حيث قال في إحدى تغريداته: على المؤسسات الصحية أن تقوم بمسؤوليتها في توعية الناشئة من طلاب المدارس ونشر المعلومة السليمة عن الإيدز والمصابين به. عزلة اجتماعية وحذر الخالدي من التعامل الخاطئ مع مريض الإيدز وعزله عن المجتمع حيث قال: عزل مريض الإيدز عن المجتمع يرفع النقمة لديه مما يدفعه إلى الانتقام من مجتمعه أو الانتحار للتخلص من مجتمعه بعدة أسباب، موضحاً أن زوج أو زوجة المصاب لا يتحمل ذنب الإصابة؛ بل يجب علينا الأخذ بيدهم والتعاطف معهم للوصول إلى بر الأمان. وطالب المجتمع بالتحرر من الخوف في التعامل مع مرضى الإيدز والرعب غير المبرر من انتقال العدوى حيث قال: أيها المجتمع تحرر من الخوف اللامبرر .. فيروس الإيدز ينتقل بطرق معروفة.. إن فرصة العدوى بالأنفلونزا أكبر بكثير من الإصابة بالإيدز، لافتاً إلى أن مرضى الإيدز لا يحتاجون إلى التجاهل بل يحتاجون إلى الدعم والاحتواء لأن هذا الدعم يساعدهم على التعايش مع المرض. ويشير الخالدي إلى أن مرضى الإيدز لهم الحق العيش والعمل والزواج كمثل أي شخص بالمجتمع يجب أن يندمجوا به ويتقبلهم المجتمع بقبول واسع رحّب وطالب أصحاب الأعمال بوقف التمييز ضد مصابي الإيدز وقال: عزيزي رب العمل لنوقف التمييز ضد المصابين بالإيدز ونعمل على مساعدهم على كسب العيش الحلال والحياة الكريمة. معلومات خاطئة ويؤكد الخالدي أن غياب المعلومة الصحيحة المكتوبة بالعربية عن الإيدز ومصابينه ساهم في نشر كثير من المعلومات المغلوطة بين المتحدثين بالعربية، معتبراً أن ارتفاع معدلات الأمية في بعض المجتمعات أحد أهم أسباب المقاطعة الاجتماعية لمريض الإيدز. كما حذر من وجود معلومات مغلوطة حول المرض تؤثر بشكل كبير في فهم الناس له حيث قال: فضاء الإنترنت يمتلئ بالمعلومات المغلوطة الخاطئة عن كثير من الأمراض والإيدز أحدها وهي متاحة للعامة أكثر من المعلومات الصحيحة.