كما صدم البعض بالإنقلاب على أول رئيس مدني منتخب بمصر، فقد غفلوا عن أن عدم الإستقرار وتضاعفُ الطامعين للسلطات وفَلتانُ البلاد حيال دسائس الخارج والداخل، كلُّها نتاجٌ طبيعيٌ للثورات. الشعوب التي تختار طريقها يجب أن تعي سلفاً أنها تضحي بإستقرارها للأبد، وتفتح باب كل طامع، وتوصد أبواب دفاعاتها الداخلية ضد أعدائها. و السبب أن الكل يريد أن يكون له في الطبخة الجديدة مذاق، فإنْ لم يستطع (باع) صوته وتحركاته لمن (يدفع). فهو باحث عن (الإنتفاع) شخصياً أو حزبياً أو فِئوياً أو قبلياً. الثمن الذي تقدمه شعوبُ الثورات باهظٌ جداً بأوهام التخلص من إستبداد أنظمتها. بل الأدهى أن الوهم أيضاً لا يتحقق، فتعود تضرب أخماساً بأسداس مرددةً "ياليت..و يا ليت". فلا ينفعها عضُّ أصابع الندم. Twitter:@mmshibani