في لقاء مع المذيعة السعودية منى أبو سليمان سئلت عن مواصفات المذيعة الكفؤة فأجابت: "المذيعة عقل قبل ان تكون شكلا ولا بد ان تثقف نفسها وتحرص على القراءة والمتابعة في كل مجال، كما يجب ان تتمتع بالذكاء وسرعة البديهة فالمذيعة اعلامية وليست عارضة أزياء". كلام جميل لمذيعة جميلة انيقة ببساطة وناجحة في عملها ضمن مذيعات أخريات يقدمن برنامج "كلام نواعم" الناجح. ولكن بالله عليكم من يلتزم بهذا الكلام غير قليلات مقتنعات بأن كاميرا التلفزيون غير السينما؟ ألستم معي بأن بعض المذيعات ينافسن ممثلات السينما في أزيائهن الصارخة وماكياجهن المثير وحركاتهن وضحكاتهن وأحيانا دلعهن؟ كذلك انتقل عري وبهرجة نساء "الفيديو كليب" الى بعض المذيعات، وكأنها تستعد لحفلة راقصة، لقد صار التركيز على الشكل وسيلة ليغطين بذلك على تدني ثقافتهن وقلة خبرتهن بالعمل الاعلامي فكثيرا ما نلاحظ قصورهن في مستوى الحوار مع الضيوف، يقرأن ما يكتب لهن عن سيرة الضيف وليس لديهن خلفية كاملة عنه ولا عن انتاجه خاصة الأدباء منهم، فيجلسن أمامه كالأطرش في الزفة لا يجرؤن على التدخل في حديثه أو يفلحن في الامساك بخيط من الخيوط ليلتقطوا نقطة تثير قضية وتثري الحوار. وكل ما يفعلنه هو القاء الأسئلة المكتوبة ليسمعوا اجابتها ولذلك تأتي أغلب الحوارات باردة ومملة. ولا تتورع المذيعة أحيانا ان تترك الضيف يتكلم بينما هي مشغولة بتعديل خصلات شعرها أو "كشكش" بلوزتها فالمهم عندها ان تظل صورتها جميلة أمام المشاهد، أما ثقافتها وأسلوبها فعليهما السلام. ولا أستثني هنا بعضا من مذيعاتنا المقلدات لبعض المذيعات العربيات، وأحيانا بغير اناقة، لانهن لا يلبسن ما يتناسب ولون البشرة وطبيعة الجسد. لا أدري لماذا لا تقتدي مذيعاتنا العربيات بغيرهن من مذيعات الغرب البسيطات في لباسهن وماكياجهن وثقافتهن. ومع ذلك أصبحت لهن شهرة واسعة بسبب ما يتمتعن به من ثقافة ومقدرة اعلامية عالية.في الماضي كانت هناك لجان متخصصة لاختيار أصوات المطربين فاغتنت الساحة بأجمل الأصوات، واليوم يفرض علينا الكليب أصوات انصاف المطربين. والذي أعرفه ان هناك لجانا لاختيار المذيعات، لكن يبدو ان اختيار المذيعة اليوم يخضع للجمال والشكل! فانتشرت في وطننا العربي موضة المذيعات الفاتنات لكن أغلبهن بلا كفاءة في الأداء واللغة والثقافة. ولا نستثني الكويت فبعض مذيعاتنا ينافسن الممثلات في ارتداء الملابس غير المحتشمة والماكياج الصارخ والدلع. كاتبة كويتية