(اليوم فنانة وغدا ممثلة أو مذيعة).. هذا هو حال الكثير من المنتميات للوسط الفني والمشهد الإعلامي العربي، ممن يملكن المرونة وقابلية التغيير أو القيام بمهمات متعددة، خاصة مع كثرة الفضائيات التي تسمح لهن بتعدد الأدوار حتى وصلن إلى مرحلة الهوس، وما إن تهدأ هذه الظاهرة حتى تعود إلى الوسط مجددا لعوامل كثيرة منها البحث عن الأضواء والمال، ومحاولة النجاح المنشود وتحقيق الشهرة.. ولعل سعاد حسني وليلى مراد هما أشهر من خاض هذه التجارب، وهذه الظاهرة ليست مقتصرة على الإناث دون الذكور، ولكن بنات حواء هن الأكثر هوسا بتعدد الأدوار، وازدواجية الظهور على الشاشة.. التمثيل كان في مخيلتي البداية كانت مع الفنانة هيفاء وهبي التي كانت حديث الوسط عند مشاركتها في فيلم (دكان شحاتة)؛ حيث أكدت هيفاء أن تجربة التمثيل السينمائي جاءت بعد تردد وقلق كبيرين بالنسبة إليها، وقالت: “جاءتني عروض تمثيلية وسينمائية كثيرة، ولكنني رفضت واعتذرت بحجة أن ما عرض علي كانت أعمالا كبيرة، وتحتاج إلى ممثلة بارعة ومحترفة”، وأضافت: “فكرة التمثيل كانت في مخيلتي، وكنت أتمنى أن أرى نفسي ممثلة، وتحققت لي هذه الأمنية بدعم ووقفة أستاذي المخرج خالد يوسف الذي ظل لأسابيع معي يقدم لي دروسا، ونجحت في التجربة التمثيلية بشهادة النقاد والمتابعين”. وعن صحة ما تردد أن دخولها للتمثيل جاء بهدف البحث عن المادة، واستقطاب مزيد من الأضواء ذكرت هيفاء أن ذلك غير صحيح، موضحة أن هذا الكلام يقال لمن في بداياته الفنية ولا يملك في رصيده الفني شيئا. وتابعت: “سأستمر في الغناء وسأشترك في أعمال سينمائية متى ما وجدت العمل المناسب لي، ولكن الغناء بالنسبة إليّ أولا وأخيرا”. الغناء حلمي الذي تحقق من جهة أخرى ذكرت الفنانة سمية الخشاب أنها لا تجد ما يمنع من العمل في مجالين ما دام أن الشخص يملك القدرة والموهبة، وقالت: “بالنسبة إليّ لم أجد ضررا أو مانعا من خوض تجربة الغناء، لأنني في الأساس كنت أتمنى وأحلم أن أكون مطربة، ووجدت الدعم من المقربين مني، ولكنني أجلت هذه الخطوة، واتجهت إلى المشاركة بالدراما وما بعد ذلك السينما”، وأضافت: “رغم تواجدي الدرامي والسينمائي كان الغناء يمثل لي هاجسا كبيرا، ولا يكاد يمر يوم سواء كنت في البيت أو العمل أو في جلستي مع عائلتي دون أن أصدح بأغانٍ تعجبني، وأؤدي موالات مصرية”. وتابعت: “كلما أعزم على خوض التجربة أجد ظروفا وضغوطا في العمل الدرامي والسينمائي تؤجل هذه الفكرة، ولكن بعد أن وجدت مقعدا في الساحة السينمائية والدرامية ووصلت إلى مرحلة النضج والخبرة والقدرة توجهت لتحقيق حلم عمري وهو الغناء، ولاسيما أنني درست واحترفت الموسيقى ولدي عضوية في نقابة الموسيقى”. وفي سؤالنا لها عما تردد في وسائل الإعلام أن دخولها المجال الغنائي جاء لزيادة دخلها المادي وانتشارها، فنفت هذا الأمر وقالت: “هذا غير صحيح، فالحمد لله أنا أملك دخلا ماديا ولست في حاجة إلى البحث عن أعمال أخرى بهدف المادة، ولو افترضنا أن كلامهم صحيح وأنني دخلت مجال الغناء من أجل الغناء إذًا لماذا أنتج على ألبومي من نفقتي الخاصة، ولماذا أرفض الاحتكار وأنا أتكفل بإنتاج تصوير الأغاني من خلال الفيديو كليب”. ريم وكليب القيصر الفنانة ريم عبدالله أكدت في حديث سابق لها في “شمس” أنه ليس لديها مانع من المشاركة في كليبات الفنانين، لأنها تمتلك مواصفات (الموديلز) الناجحة، وذكرت أنها تتمنى الظهور في كليب للفنان كاظم الساهر على وجه الخصوص حتى تصل للجمهور العربي. مرام نجحت الفنانة الكويتية مرام بدأت حياتها الفنية كمطربة، إلا أنها لم تحقق النجاح الذي كانت تطمح إليه، رغم شهرة عدد من أغانيها مثل أغنية (دلع بنات)، فتوجهت للدراما عبر المشاركة في عدد من المسلسلات الكويتية، وحققت نجاحا كبيرا وخاصة في مسلسل (أم البنات) مع الفنانة سعاد عبدالله، وبدت مرام أكثر إقناعا من كونها مطربة. في الماضي الأمور صعبة في الماضي رغم وجود حالات بسيطة في ذلك الوقت كان من الصعب على الفنان التنقل بين الفنون، وكان الممثل الذي تراوده فكرة الغناء غالبا ما يفرغ طاقته من خلال غناء لون (المونولوج)، والشواهد على ذلك كثيرة في الخليج مثل الفنانة سعاد عبدالله، والتي كانت تمتلك صوتا جميلا وكانت تستغله في أداء بعض اللوحات الدرامية المضحكة، وكان الفنان لا يحب أن يشتت نفسه بحيث يظهر في أكثر من لون، ويقوم بعدد من الأدوار، عكس الفترة الحالية التي تشهد سيطرة الإعلام الخاص على الشاشة الفضية. النساء لا يقاومن (الفلاشات) من المعروف أن (هوس التسوق) ماركة مسجلة باسم النساء، ولكن في الفنون والإعلام نستطيع أن نقول إنه ماركة نسائية بحتة، ولو استعرضنا أسماء الموجودين في الوسط ممن لديهم قابلية التغيير والازدواجية لوجدنا أن الفنانات يسيطرن على الطريق إلى الشاشة، وفرصة التنوع لديهن أكبر من الرجال.