بعد أن هدأت زوبعة الفشل التي حامت حول أول بطولة سينمائية له، جاء هذا الحوار مع المطرب الشعبي حكيم ليقول كل شيء وليكشف الأسباب الحقيقية وراء فشل تجربته السينمائية التي كانت فرس الرهان في البداية حيث اكد حكيم أن المافيا التي تسيطر على دور العرض في مصر كانت وراء سحب فيلم «علي سبايسي» من دور العرض. وانه لم يفكر في السينما من أجل زيادة قاعدة جماهيرته لأن السينما لن تضيف لي شيئا سوى تخليد اسمه. وأن هناك تشابها بين علي سبايسي وشخصيته الحقيقية يصل إلى 70٪.. وانه لم يصدر قرار من نقابة المهن الموسيقية بتجميد عضويته، كل هذه الاسرار في حوار حكيم مع (الرياض): ما أسباب سحب فيلم «علي سبايسي» من دور العرض؟ - سحب الفيلم من دور العرض السينمائية كان متوقعاً ليس لعدم حصول الفيلم على ايرادات ولكن لوجود مافيا تسيطر على دور العرض في مصر. ومشكلة فيلم «علي سبايسي» تكمن في ان الفيلم «ليس تابعاً لإحدى الشركات التي تسيطر على دور العرض التي كانت الجماهير تذهب إليها لمشاهدة الفيلم وتفاجأ بفيلم آخر وهذا يحدث كثيرا لحساب بعض النجوم التابعين لشركات التوزيع». وعلى الرغم من هذه المعوقات، فإن الفيلم استطاع أن يثبت ويحقق أرباحاً معقولة. هل هناك تشابه بين على سبايسي وشخصية حكيم الحقيقية؟ - نعم وهذا ماجعلني اقدم هذا الفيلم وأوجه الشبه بيننا تصل إلى 70٪ وانا سعيد بهذه التجربة جدا لأنها تقدم الجانب الانساني من شخصيتي وعلاقتي بالناس البسطاء ومدى الحب المتبادل بيننا وقد قدمت في الفيلم.خمس أغان من كلمات أمل الطائر وصلاح منيب والحان عصام توفيق وناصر عارف وهاني فاروق ومحمد الحسيني ومنها أغنية بعنوان «الف لا بأس» و«سيكو سيكو» والأغاني كانت مفاجأة للجمهور وقد اختارتها لتكون ضمن البومي الغنائي الجديد هل فيلم «علي سبايسي» كان يعتمد فقط على قدرتك كمطرب ناجح؟ - لا بل يعتمد على حكيم الفنان القادر على الظهور كممثل ناجح.. أي أن الاختيار جاء معتمدا على حكيم الممثل. ومن أين جاءتك هذه الثقة..؟ - من خبرتي الطويلة مع الفيديو كليب وهذا ما أكده لي كل من تابع أعمالي الغنائية المصورة، الأمر الذي شجعني ودفعني باصرار للوقوف امام كاميرات السينما ومن خلال متابعة اعمالي الغنائية المصورة التي قدمتها وستتأكد انها أعمال تؤهلني لأن أكون ممثلا جيدا.. ومنذ اليوم الأول للتصوير أكد لي كل الزملاء في الفيلم هذا الكلام مؤكدين دهشتهم من قدرتي على التعامل مع الكاميرا بهذا الشكل وهو شيء اسعدني للغاية. شارك في بطولة الفيلم بعض نجوم الكوميديا.. فهل كنت حريصا على تقديم توليفة كوميدية في فيلمك الأول ضمانا للنجاح؟ - لم أفكر بهذه الطريقة ابدا لان قصة وسيناريو الفيلم هي التي فرضت وجود هذه الكوكبة من الفنانيين الرائعين والفيلم غنائي استعراضي ويضم المواقف الرومانسية والكوميديا التي سيضحك منها الجمهور. هل ترى ان لجوء المطرب إلى السينما ظاهرة صحية؟ - هي ظاهرة مهمة ومألوفة من زمان ومعظم المطربين سارعوا لبطولة الأفلام السينمائية لانها تدعم مركزهم.. إلى جانب ان المنتجين يحرصون على التعاقد مع المطربين من أجل استثمار النجاح الذي يحققه المطرب في سوق الكاسيت على اساس ان المطرب عندما يقدم فيلما سينمائيا يقدم اضافة للسينما على اعتبار ان الممثل غير قادر على تقديم الأغاني في الأفلام بشكل متكامل وسليم.. وبالتالي فان لجوء المطرب للسينما ظاهرة صحية تستحق الاهتمام والدعم لانها اضافة للجميع. هل فكرت في السينما من أجل زيادة قاعدة جماهيرك؟ - لا أعتقد لأنني أعرف جيدا أن الناس تحبني وتحب مشاهدتي في السينما وهذا ما يؤكد أن السينما لن تضيف لي شيئا سوى تخليد اسم حكيم أي سيكون لي تواجد في منطقة اخرى غير منطقة الغناء على أساس أن السينما هي التي تعيش أكثر وما أقدمه في السينما سيكون بمثابة وثيقة فنية لحكيم أما موضوع استقطاب جمهور جديد يضاف لجمهوري فهذا الأمر غير وارد في تفكيري لأنني أعرف جيدا حجم القاعدة الجماهيرية لحكيم وهذه القاعدة هي التي استمد منها قوتي وبعيدا عن الغرور أقول لك ان كل الطبقات وجميع الأعمار تسمع حكيم وهذا كرم من الله عز وجل. هل ترى أن السينما قادرة على ان تؤرخ لك كفنان اكثر من الغناء؟ - هذا صحيح لأن الأفلام السينمائية تكتب لها الاستمرارية دائما وتظل تعرض لسنوات طويلة وبالتالي يتم وضع تاريخ للمطرب أو الفنان الذي يقوم ببطولة أفلام سينمائية مع الأخذ في الاعتبار ان هذا الأمر لم يكن هو الأساس في دخولي عالم السينما بل لانني عاشق لهذا الفن كما قلت وكنت أحلم منذ البداية ببطولة فيلم سينمائي كما أن أغلب زملائي المطربين خاضوا التجربة وبالتالي يجب ان اخوضها لان السينما وباختصار شديد هي توثيق مهم لحياة اي مطرب. ألا يكفي الفيديو كليب لتوثيق حياة ومشوار المطرب؟ - لا.. لأن السينما قادرة على كتابة تاريخ المطرب بشكل أفضل وأقوي.. وبالتالي فهي مثل الأرشيف المهم في حياة أي فنان. لكن البعض يؤكد ان اغاني الفيديو كليب قريبة من الأفلام السينمائية وقادرة على كتابة تاريخ المطرب؟ - لا أحد ينكر ان الفيديو كليب يمكنه توثيق حياة ومشوار المطرب لكنه لن يصل ابدا لقوة التاريخ الذي تكتبه الأفلام السينمائية والتي يستمر عرضها طوال العمر وحتى بعد رحيل الفنان، عكس الفيديو كليب. الواضح أنك متحمس للسينما أكثر من الغناء؟ - حماسي للسينما يوازي حماسي للغناء وكل الموضوع انني سعيد بتجربتي السينمائية الأولى وبالتالي متحمس لها بقوة كما هو الحال عند تجهيزي لأغاني البومي الجديد. هل صدر قرار من نقابة المهن الموسيقية بتجميد عضويتك؟ - هذا الكلام غير صحيح «لأنني عضو عامل في النقابة ولكن ما أثير حول قيامي بالغناء بطريقة البلاي باك في احدى الحفلات في الاسكندرية الأمر الذي يعرض أعضاء النقابة من العازفين للبطالة، غير حقيقي لأنني لدي فرقة موسيقية تحصل على أجر كامل سواء غنيت بطريقة البلاي باك أو (لايف) مع الفرقة ولقد اتصلت بنقيب الموسيقيين وأوضحت له الأمر، ولكن بعض الصحف تناولت الموضوع وأعطته أكبر من حجمه». وما رأيك في جيل المطربات الجدد؟ - قال دون ان يفكر: حلوين قوي.. واتمنى ان يغني كل من يريد الغناء ويملك القدرة على ذلك.. وأذكر هنا ان نانسي عجرم مطربة رائعة وأعمالها الغنائية تؤكد ذلك فهي صاحبة صوت جيد وحضور طاغ والناس تحبها وهناك ايضا شيرين صاحبه صوت واحساس قوي. الم تفكر في عمل دويتو مع مطربة مصرية اومطربة عربية؟ - لا.. لأنني لا أجد أي اضافة في ذلك والقضية ليست تقديم دويتو ولكن لابد من تحقيق شيء جديد كما حدث في الدويتو الذي قدمته مع المطربة العالمية «أولجا» فقد حدث تزواج ثقافات واكتساب خبرات جديدة وموسيقى وتقنيات متطورة وتحقق استفادة كبيرة لي فقد قدمت حفلات في امريكا اللاتنية واكتسبت جمهورا جديدا من الغرب ونفس الشيء تحقق لأولجا كما انني حصلت على جائزة أحسن أغنية مصورة من مهرجان بقولي في امريكا اللاتنية. ومع احترامي لكل المطربين والمطربات العرب لو قدمت مع احدهم دويتو لن استفيد شيئا. ألا تفكر في بطولة مسرحية غنائية؟ - المسرح يحتاج تفرغا كاملا وبالتالي لايمكن أن أقدم مسرحا في هذه الفترة فأنا أحلم بتحقيق المزيد من النجاح في عالم الغناء.. ما التضحيات التي قدمتها من أجل هذا النجاح؟ - كثير.. ضحيت بعمري ووقتي وأعصابي.. ضحيت بالسعادة الحقيقية التي يتمناها أي انسان.. هل تصدق انني لا أحصل على إجازة ولو ليوم واحد مثل كل الناس.. دائما في حالة عمل.. عموما النجاح الكبير الذي تحقق له يعوضني عن كل شيء. وهل تستحق النجاح الذي تحقق لك؟ - قال وهو في حالة اندهاش: ما وصلت اليه هو نتاج تعب ومجهود سنوات طويلة. لذلك ساندني جمهوري ودفعني للامام.. وهذا الجمهور هو الذي وصل بي للحصول على وسام الاستحقاق التونسي.. بصراحة هذا الجمهور اعطاني أوسمة كثيرة من خلال حضوره لحفلاتي وشراء ألبوماتي الغنائية لماذا حكيم مطرب مثير للجدل بسبب المشاكل والقضايا التي يضع نفسه فيها؟ - لا أحد يحب المشاكل والقضايا ولكن ماذا أفعل حيث أجد نفسي دائما في مشكلة صغيرة يتم تضخيمها بشكل غريب وكل المشاكل التي تتحدث عنها عادية جدا وتحدث مع كل الناس لكنها مع حكيم تأخذ شكلا مختلفا عموما لابد ان يتقبل الانسان كل شيء الحلو والسيىء والحمد لله على كل شيء.