من الحكمة وضع خصمك في حجمه الحقيقي بلا تهويلٍ أو تحجيم، إذْ قد يلجأُ لأحدهما لتَضليلك. و إقليمياً لا يسع المرء إلا أن يتعجّب من (ديناميكية) إيران. فهي كما يروّج الغرب "محاصرة" اقتصادياً. و هي تراوغ العالم بملفها النووي منذ خمس سنوات. و هي القوة الأعظم بالعراق، حتى فوق "مُحررتِه" أمريكا. و هي الداعم الرئيسي مالاً و عتاداً و رجالاً لقمع ثورة سوريا. و هي مَن تَخدمها أذرعتُها اللبنانية بقوةٍ وجدارة. وهي المحرك لمشاغباتٍ هنا وهناك بدول الخليج، حتى وصلت اليمن تمهيداً لاحتواء جنوبه. وهي المُجرِيةُ مناوراتٍ عسكرية كبيرة كل شهرين. و هي المحرك للمد الشيعي المتنامي بأفريقيا و أمريكا اللاتينية. و هي المُتَرقّبةُ انتخابات رئاسية يونيو القادم للإطاحة بنجاد. كيف لهذه الديناميكية أن تستقيم، و خصومُها أكثر نفطاً وتعاملاً مع العالم ولم يُحسِنوا مُجاراتها.؟ الجوابُ أحد احتماليْن أو كِلاهما: إن عداءَ الغرب المزعومَ لها غير متكامل، أو أنها تُبالغ في الصورة المرسومة سياسياً و إعلامياً عن أدائها. Twitter: @mmshibani