ستُغضبُ كثيرين. لكن هذا توقيتُها لمُحبيها و كارهيها. ما منّا إلا يعتصره الألم لحال مصر. انقسامٌ سياسيٌ و قضائيٌ بدأت قَتامتُه تهدد مسيرتها وشعبها العظيم. فاعلموا يا سعوديون أنَ ليس بيننا و بين ما آلوا إليه إلا الأخذ بشرعِ الديمقراطية الغربية و انتخاباتها. ستؤول السعوديةُ يومَها لأكثر تمزقاً وصراعاً مما ينقله إعلام اليوم عن مصر. فمن سلبيات الديمقراطية اجباركَ على مراعاة آراء الجاهلين والمغرضين لكسب أصواتهم. ولم يكن صندوق الانتخابات يوماً ضمانةً لوصول الأصلحِ والأجدرِ والأنزه. بل ضمانة لوصول الأكثر أصواتاً. يجمعها بشعارات براقةٍ وحملةٍ مجزيةٍ وشراءِ أصواتٍ إما بالمال أو الفئويةِ أو القَبَليّة. ثم إن وصل كرسيّه انشغل ورفاقُه بتوطيدِ مقامِه لئلا يُطيحه معارضوه الكَرَّةَ القادمة. ننخدع بوهم أن ديمقراطيتهم ستُحيلُنا جنّاتٍ وعيوناً. ولو كانت لما حرص غربٌ، يريد تقزيمنا و تقسيمنا، على تسويقها لنا. فهو يَعي أن مجتمعاتنا غير مُهيّأةٍ، لمناقصَ كثيرةٍ أخرى غيرِ مُستَوْفاةٍ، لإنجاحها. فستكون أخصبَ أرضٍ لزرع الفتن و الخلافات. و لا يعني هذا التسليم أن البديل هو الفساد والضياع. فالبديل يحتاج مقالات أخرى إنْ دامت سفينةُ الاستقرار. Twitter: @mmshibani