هي الأعظمُ عدداً من شعبِ كل بلد. لا تَعبأُ بالسياسة و لا الحُكم. هَمُّها أقواتُها المباشرة. في دولِ الانتخابات يدغدغُ مشاعرها المرشحون بالوعود، فأصواتُها تقلب الموازين. هكذا نجح أوباما ببرنامجه الصحي فاكتسح النتائج. في عالمنا العربي هي (الأغلبيةُ المسحوقة). لا منافع و لا أصوات. فالانتخابات (ممنوعةٌ) أو (مزوّرة). و لا مراكز استقراءٍ تستكشف اتجاهاتهم بنزاهةٍ و مهنية. فيبقى الحكمُ على رغباتهم و رضاهم (تَخميناً) غير واقعي، أو استناداً (للأكثرِ ضجيجاً) من أقلياتهم. لا تدري (الأغلبية) باتجاه (الانفتاح) أم (المحافظة).؟.(التغريبِ) أم (التديُّن).؟.لِكلِ اتجاهٍ مطبلين مزمّرين. فيحتار (الحاكم)، بافتراضنا مصداقيتَه لمعرفة اتجاهات (الأغلبيةِ الصامتة) و مُجاراتِها. لذا صعق العالمُ باجتياح أحزابٍ إسلامية الحكمَ بدولٍ ظنّها نموذجَ الانفتاح (تونس، المغرب، مصر). و كأن (الأغلبيةَ الصامتة) انتفضت من عِقالها، فانتقمتْ حتى من ثوارها الليبراليين لتلحقَهُم بعُتاتِها التغريبيين. ما الحلُّ إذا كان (فَرضُ) التغريب لم يُفلح بدولهم أربعةَ عقود.؟.معضلةٌ تُقلقُ الأنظمة. المؤكد الوحيد فيها أن (مواجهةَ) تلك (الأغلبية الصامتة) بالمُقارعة و التقزيمِ ليس في صالح الأنظمة، و تَعايُش الطرفين مع واقع أحوالهما خير لهما من (المصادمة) لأنه يُجذّر (انتماءَ) كلٍ منهما للآخر. Twitter:@mmshibani