حتى اليوم لم تر شعوب (الخريف العربي) خيراً من ثوراتها سوى نعمةِ التخلص من طُغاتها. باستثناء تلك النعمة، فأمور كل بلد سارت لليوم من عسيرٍ إلى أَعسر. بل أفرزتَ مخاطر جديدةً غير مسبوقة. أبرزُها ضياع الأمن، و إهدار هيبة الدولة، واستعلاء مَن شاء على كل سلطةٍ أو نظام. في مصر تحتبس الأنفاس من تَصارع النُّخبِ على الحكم. و كلٌ رافعٌ كلمةَ حقٍ (مصلحة ومستقبل مصر) يريد بها باطلَ (السلطة). اليمن استقرار مؤقت، ونار تحت الهشيم تستهدف التقسيم، وثاراتٌ سياسيةٌ وقَبليّةٌ تترقّبُ ساعاتِ صِفرِها. ليبيا تَمزّقٌ، وضياعُ أمنٍ، واتجاه لتقسيمها، وثروةٌ هائلة تُنهبُ 24 ساعة إذْ لا سلطان لحكومة و لا نظام. أما تونس، التي ظنّها الجميع أفضلهم باعتبارها أقلّهُم دماءً، فها هو رئيس وزرائها الجبالي يقول "تونس حقيقةً جريح ينزف دماً في صحراء والوحوشُ الكواسر تَنهشُه من كل ناحيةٍ وكلٌ يخطف قطعةً لنفسه". فأي ربيعٍ لا خير منه إلا إزاحة عوائلِ الاستبداد والظلم لتدخل الأوطانُ جحيماً من نوعٍ..بل أنواعٍ أخرى.؟. Twitter:@mmshibani