لا أعتقد مسؤولاً جديراً بمسؤولياته إنْ لم يفْقَه أولويات اختصاصاته. أما إنْ فَقِهَها و تغاضى فذاكَ لَعمْري تفريطٌ بأمانة استرعاه الله إياها قبل وليِ الأمر. استغرب الناس و كتب الكُتابُ عجباً من تخصيص (مجلس الشورى) وقتاً ثميناً لمناقشة اقتراح تأخير أذان العشاء بالمساجد. فعلى أهمية الموضوع، ما دخْلُ المجلس فيه.؟.فما أكثر الجهات المختصة فقهاً ومسؤوليةً. أَنَضَبَ تَدفُّقُ مشاكل الوطن حتى لم يبقَ إلا بحث هذه المسألة.؟. ما أزال متحيّراً من الواقعة. فالمجلس يضم نخبةً مميزةً من أطياف المجتمع، لا يغيب عن أيٍ منها وعيُ الأولويات، فكيف يقفزون عليها.؟. إنهم بذلك يقدمون نموذجاً سلبياً إنْ احتذى به آخرون، فتركوا الأهمَّ للأقلَّ أو لاختصاص غيرِهم. وكأنما لسانُ حال (الشورى) يقول : ألْحقوني بمشاكل (التعليم)، و تفريطِ (الصحة)، و بطشِ (التُّجارِ)، و بطالةِ (العمل)، و إطنابِ (الإعلام)، وقضايا (الاقتصاد)، والفساد. Twitter:@mmshibani