كشفت ردود الفعل السعودية على الفلم المسيء لسيد الخلق أن تشويشاً واضحاً ضرب بأطنابه عقول الاعلاميين و الكُتاب و نُخب الفكر، فلم تعد طروحاتُهم منصفةً متوازنة. إذ تميل كل الميْل لجانب و تُفرط بجوانب أخرى يحرم التفريط فيها. تَبارتْ في جَلْدِ الذات ونقدِ المتظاهرين، وبعضُها كتصفية حساب مع الحراك الاسلامي. وهم مُحقّون في النقد. بل يجب تَجريمُ كل مظهرِ أذى أو إنتقاصٍ لبشرٍ أو سفارةٍ أو جهةٍ مهما كانت ولو حتى بالاشمئزاز أو تكشيرِ الوجه، فلا تَزر وازرةٌ وِزر أخرى. لكن بعد هذا المَحضر، أين غضبُهم السلميُ المتعقّلُ لعِرضِ نبيهم.؟.لا نطلب تظاهرهم سلمياً، فتلك مخالفةٌ مرفوضة. بل المطلوب أن تكتب أقلامُهم، و تنطقَ ألسنتُهم بالفضائيات، و تحرك بَلاغتُهم وِجدانَ مُتابعيهِم شوقاً و محبةً و اعتِداداً بِنبيّهِم..غاب كلُ ذلك. بل إن البعض كتب عن رخصِ الفيلم، لا يساوي ألف دولار. و كأنه لو أُنتج بمليارٍ لَقَبِله. طبعاً لا يقصد ذلك، لأنه يعي أن إساءةً بألفٍ أو مليارٍ واحدة..فهي زَلّةُ قلمٍ. خانه التعبير. تماماً كإعلاميٍ مصريٍ عندما فَحَّ (من الفَحيح) قائلاً "إن الرسول ليس مصرياً لتُدافع عنه مصر". فلَعلّهم اعتبروه أيضاً (غير سعودي). بَراءةٌ إلى الله و رسوله.. و كفى. Twitter:@mmshibani