الأطفال هم العنصر الأهم في بنية الأسرة والمجتمع معاً ، بل هم جذوة الاهتمام وأسه على المستوى الإنساني بعموم ما في هذا المستوى من تباينات دينية وثقافية ، فالأمة التي تحترم مستقبلها حق الاحترام لا تغفل عن مهمة الاعتناء بالطفل وما تستحق بيئته التربوية من رعاية واهتمام ، بدءاً من مستشفيات النساء والولادة وانتهاءً بحق الطفل في البلوغ والنضج بأمانٍ يخلو من عراقيل الانخراط في حياة البناء وإثبات الوجود ، مروراً بمقتضيات التأسيس التربوي السليمة المحصنة عما يعكر الفكر السوي والسلوك المنحرف على المدى القريب والمدى الأبعد ، ولعل الأستاذ أحمد الشقيري أبان شيئاً مما نقصد في حلقات متقدمة من برنامجه الأشهر (خواطر) حينما سلط الضوء على معارك بعض الدول المتقدمة سيما في اليابان مع تعقيدات الطفولة المتقلبة بتقلبات العصر الآني واحتمالات تعقيداتها في المستقبل ، حيث كشف ذلك البرنامج كيف تضع حكومات تلك الدول كل ثقلها لمواجهة التحديات القائمة أمام تربية مثالية لأجيال تتدفق نحو الحياة ، وكيف تعتني بكل ما يحيط بالطفل وبيئته إيماناً منها بأن الأطفال هم الركيزة الكبرى التي تتكئ عليها أسباب الحضارة والوجود وديمومة النمو. الأطفال أيها السادة سقيا المنفعة والأمل ، فأما المنفعة ؛ فلأنهم منبت البهجة لنا والدافع الأكبر لتحصيلنا وكدنا ، وكأن الله منحنا إياهم لتبقى قلوبنا معلقة بالحياة لأجلهم ، ليس هذا فحسب ، فهم مبعث الرقة في القلب أيضاً ، فما من رجل طبيعي يرزقه الله بطفل إلا ويتمزق عن قلبه غشاء القسوة ، وما من امرأة بدأت تشعر بدبيب جنينها داخل أحشائها إلا وتلتف حول قلبها غلالة العاطفة والرقة ، وكأنهم خلقوا ليغسلوا القلوب بوابلٍ من اللين والحنان .وأما الأمل ؛ فلأن الأطفال لن يبقوا مدى الدهر أطفالاً ، سيكبرون حيث يكبر معهم طموحهم ، وتستعر في حنايا قلوبهم تطلعاتهم ، التي بها تعقد آمال أسرهم ومجتمعاتهم وبالتالي أوطانهم وأمتهم ، فعلماء ومفكرو الغد هم لا محالة أطفال اليوم . @ad_alshihri