لو تأملنا ما نحن فيه الآن بحصافة ودقة وإنصاف لعلمنا أنه لم يعد بالإمكان الاستمرار في التعامي عن أبطال المرحلة الراهنة في المجال الإعلامي ،وهم شباب الفيسبوك واليوتيوب وتويتر الذين حملوا لواء التأثير عبر ما يعرفه العالم اليوم بالإعلام الجديد ، وما مسألة اعتماد لائحة الإعلام الإلكتروني التي أعلن عنها وزير الإعلام والثقافة الدكتور عبدالعزيز خوجه إلا للتأكيد على أنه قد آن الأوان لنتوقف عن ممارسة التجاهل لهذا السيل الإلكتروني الكاسح سيما وجميعنا يعلم ما لعبه ولازال في التجييش والتحريض والتشكيك والتوجيه داخل أوعية وأفئدة الشعوب هذه الأيام ، فهذا العصر هو عصر هذا النمط الإعلامي بامتياز ،ولست في حاجة للاستشهاد بالربيع العربي .. لكنني أعتقد أن هذا الربيع ليس إلا بداية لسلسلة من التحولات الكبرى في خارطة الوعي المجتمعي سيشهدها العالم ليس في منطقتنا العربية وحسب بل في كافة أقطار العالم مما يوحي أننا أمام منعطف تاريخي يفصل هذا العصر عن بقية العصور الماضية ويؤسس لواقع أقل ما يمكن القول عنه أنه صادم لكل تكهناتنا عن المستقبل . هذه الجمعية أسعدتني من وجه وأثارت استغرابي من وجه آخر ، فأما السعادة فلأن ذلك يبشر بفتح صفحة جديدة في سجل علاقة المؤسسات الثقافية الرسمية في الدولة بهذا النمط من الإعلام يسدل الستار على حقبة سادت فيها نظرة الفوقية واللا مبالاة من قبل البعض في الوزارة للإعلاميين الجدد ، مما يعني أننا أمام اعتراف رسمي يفضي إلى تنظيم العمل الإلكتروني ويضبط مساره ، وأما الاستغراب فلأن قرار تأسيس هذه الجمعية أفضى إلى عزلها عن هيئة الصحافيين السعوديين ، ولا أدري حقيقة .. ما المبرر لهذا العزل ؟ ولماذا تسعى وزارة الإعلام إلى التفريق بين الإعلام الإلكتروني والإعلام التقليدي بالرغم أن منطلقات وغايات الوسيلتين واحدة .. بل تجمعهما رؤية واحدة .. ورسالة واحدة .. وأهداف واحدة ،لا يفرق بينهما سوى الأدوات وآليات النشر ، بل أن جميع الصحف الورقية اليوم تمتلك أذرعاً إلكترونية مما يؤكد أنها أصبحت هي كذلك في بؤرة العمل الإلكتروني ؟.. سؤال لا زلت أستجدي إجابته من الوزارة. @ad_alshihri twitter: