بعد نجاة تونس ومصر بتوفيق الله من ركامِ الثورات إلى بناء الدولة، بقيت ليبيا مترنِّحةً بين واقعِ ثاراتٍ واقتتالٍ يجرها نحو مجهول وبين وعودٍ وآمالٍ تستشرف المستقبل. (الثورة) حالةُ هيجانٍ لا تُبقي ولا تَذر. و على من ابتُليَ بها أن يسارع بمنافذ للخروج منها بأقل الأضرار. فَيَومُها لا يزيد الناس إلا أذى و لا الأمور إلا تعقيداً. تتجاوز في دولٍ، وقتاً وظروفاً، كل الحدود. و (ليبيا) ممن تجاوزتْ فيها كلَّ معقول. لذا فالترقُّبُ شديد لانتخابات (المؤتمر الوطني التأسيسي) المبرمجُ 7 يوليو أن تكون طوقَ نجاةٍ رغم تفاقمِ الاقتتال الأسابيع الماضية على خلفياتٍ انفصاليةٍ بإصرار مقاتلين على تساوي مقاعده الموزعةِ بين (طرابلس 100) و(بنغازي 60) و(فزان 40). الاحتكامُ للرصاص قاتل..والتلويح بالانفصال خيانةٌ أشد..ولا يبقى إلا التعامل (بواقعية). فاستشرافُ المستقبل بها سيُغنيهم جميعاً أكثر،ويحقق لهم من المكاسب ما يفوق توقعاتهم الآنية. Twitter:@mmshibani