من جنايات (سلوكِ) الإعلامِ العربي تَمجيدُه شخصيةَ (بوعزيزي)،الشابِ التونسي الذي أحرق نفسه،ثم استُغِلّتْ الحادثةُ لِهَيَجانٍ شعبيٍ على(الطغيان) أنتجَ (ثورة). صوَّروه بالشهيد البطلِ محررِ تونس والعرب.وهذا تضليلٌ خطير.فالثوراتُ لا تقوم لانتحار شخصٍ..ولا حتى مجموعة. لأنها وليد عقودٍ من الظلم والفساد والبغي على الدين والوطن.وهي نِتاجُ ضِرامٍ طويلٍ تحت الرماد. قامت ثوراتُ مصر وليبيا وسوريا واليمن دون أن يبدأها (بوعزيزي)واحد.بل أضرم النار في أنفسهم عشراتُ الشباب القانطين بالجزائر والبحرين والمغرب و الأردن و لم يَعبَأْ بهم أحد. فالظلمُ لا يُواجَه بالانتحار. الفكرةُ سقيمةٌ خبيثةٌ تتعارض مع ديننا وقِيَمنا الاجتماعية.مستوردةٌ من قِيَمِ الغربِ المُضلِّل.لاكَها الإعلامُ العربيُ(جهلاً) والبعض (تَبَعِيّةً).ولم يَجْرؤ أحد أن يقول إنها (جريمةٌ..خطيئةٌ..كبيرة)،لأنهم (تابعون) خائفون من (مناصحة) تيارِ الغرب. ولو كلُّ من (قَنَطَ) انتحر لَخَلا البلدُ من ربع سكانه إلى(مَآلٍ) حدده الفقهاء بعذاب الآخرة. دعوةٌ لصحوةِ إعلامنا السادرِ في تَبَعِيّتِه، لِئّا نفقد شبابنا.أما (بوعزيزي) فأحوجُ للرحماتِ من تمجيدكم الذي لا ينفعه ويضر الآخرين. و لْيَغضبْ مني المُتغاضبون. Twitter:@mmshibani