يوماً بعد آخر تتعزز تأكيداتُ ما حذّرنا منه إبان (ثورة) ليبيا من توجهها للتقسيم، بعد (الفوضى الخلّاقة). و هو توصيف أمريكا لمخططِها للمنطقة..(فوضى) لنا..(خَلّاقَةٌ) لهم..لأنها ستُفرز أوضاعاً جديدة شكلاً و مضموناً، لامتصاصِ غنائمِ و كنوزِ أراضينا. لكن المفارقة أن تبدأ (خطوات) التقسيم من بنغازي حيث بدأت الثورة. و لئن وصف عبد الجليل إعلانَ الآلاف (منطقةَ برقه إقليماً فدرالياً) بأنه "خيانةٌ لإرثِ الثورة التي لم تقم للتقسيم". فقد خانه التوفيق بقوله :"إن المجتمع الدولي لن يسمح بتقسيم ليبيا لثرواتها النفطية" .. تناسى رئيس المجلس الانتقالي أن السناتور جون ماكين، منافس أوباما للرئاسة، زار تحت أنظاره طرابلس و (الكفره) معتذراً لأنصار القذافي ووعدهم بدولة مستقلة بالجنوب عاصمتُها (سبها). ما لم يَعِهِ (قائد الثورة) أن هذا المجتمع الدولي (عازمٌ) على (تقسيمِ) كل الدول البترولية الكبرى، لإشغالها بحروب داخلية و تَقزيمِ واقعِها وامتصاصِ ثرواتها. فهو (لأجْلِ الثروة النفطية) لا بد أن يُقسمها. وعاشت (الثورات) .. لتموتَ (الشعوب)..و تُدفنَ (الآمال). Twitter:@mmshibani