إستَنتَجَ (ذوو المآرب) من الثورات العربية أن (إستغلالَ) الفوضى أوقع لهم من (التخطيط) لانقلاب. أصبح (التخطيط) موضةَ القرنِ العشرين القديمة. خاصةً مع (إستحالة) النجاة من تطورِ وسائلِ الإتصالِ و التجسس. إذاً، فَلْتَحفظْ النفوس (دفائِنَها) حتى (تستغلَّ) ظرفَ فوضى لا تدري توقيتَه، فتركبَ الموجةَ و تُوجّهها. حلَّ هذا (تلقائياً) بتونس و مصر. و حدث (عمداً) منذ أيام بانقلابِ (مالي). لم يكُنْ مخططاً. بدأت الشرارةُ بإصدار وزيرِ الدفاع أمراً بإنتقال وحدةٍ لجبهةِ الحدود. فاعترض جنود و ضباطُ صفٍ بإطلاقِ نارٍ في الهواء. لم يكُن الوزير حصيفاً (باستيعاب) الأمر، و لا الرئيس حكيماً (بإقالة) الوزير إمتصاصاً للغضب و إستشرافاً للخطر. ركب الموجةَ ضباطٌ صغار و (ملازمون)، أكبرهم (نقيب) تزعَّمَ (الإنقلاب)، فوسعوا الفوضى و حرّضوا و إتجهوا للقصر. هرب الرئيس من المفاجأة. باشروا إبتزازَ رؤوسِ الحكومة و المؤسساتِ الدستورية ترغيباً و ترهيباً. إقتحموا الإذاعة ليعلنوا (إنقلاباً) لم (يخطّطوه) أصلاً، بل (إستغلوا) فوضى طارئة. ليس هذا درساً (لِلُصوصِ) الانقلابات. بل درس (لشرطةِ) الحُكْم كيف (تَتَحسب) لمُستَصغرِ الشررِ من الفوضى فتتعامل مع (دوافعِها) قبل (أدواتِها) لِتُحسِنَ (وَأْد) الفتنةِ في مهدها. Twitter:@mmshibani