لقد قمنا بتوظيف ربع مليون سعودي وسعودية في القطاع الخاص خلال عشرة أشهر فقط ! كانت هذه كلمات وزير العمل والذي حلّ ضيفاً على منصة مجلس الشورى في الأسبوع الماضي , ما أثار استغرابي في تصريح معاليه أنه احتوى على رقماً فلكي تعجز أمريكا والدول الغربية بعظمتها عن تحقيقه خلال مدة قصيرة كهذه علاوة على أنه يشكل سبقاً وزارياً في تاريخ وزارة العمل ! بل إن هذا يعني أن وزير العمل سيقضي على البطالة في السعودية قبل انتهاء دورته الوزارية إذا ما قمنا بحساب عدد المستفيدين من ( حافز ) والذي يبلغ عددهم مليوناً ومائتي ألف عاطل , هذا الرقم العملاق الذي أعلنه الوزير تلقفه البسطاء من السعوديين بحفاوة وفرح لكن من يعلم حقيقة حال وزارة العمل السعودية لن يشكل له هذا الرقم إلا مزيداً من الإحباط ! لأنه ومنذ قدوم معاليه للوزارة أصبح وجود موظف سعودي هو شرط أساسيٌ للحصول على تأشيرة عامل خياط نسائي ! وهذا يعني أن جزءاً كبيراً من رقم الربع مليون الذي صفق له أعضاء مجلس الشورى ما هو إلا ( سعودة وهمية ) للحصول على التأشيرات فكيف مر رقم الربع مليون رغم ضخامته على مسامع أكثر من 150 شخصاً هم عدد أعضاء مجلس الشورى دون أن ينتبه له أحد ؟ و زد على ذلك أن السعودي العاطل عن العمل أصبح يمثل مشكلة للسعودي الباحث عن الرزق وهذه معادلة في منتهى الغرابة ! فإذا ما أراد المواطن افتتاح مشروعه الصغير الذي يعينه على تكاليف الحياة الشاقة سواء كان صالون حلاقة أو بقالة صغيرة فعليه قبل ذلك أن يبحث عن مواطن عاطل يكون الجسر الموصل للتأشيرات التي يريدها وهنا تحضر أم المشاكل ! كيف يستطيع إقناع ذلك العاطل الذي يحصل على 2000 ريال من إعانة حافز المحدثة بوظيفة راتبها 1500 ريال في صالون حلاقة ! لا يمكن أن ننتظر نحن السعوديين من وزارة تدار بهذه العقلية عوناً للعاطل أو المستثمر الصغير فهي بطريقتها هذه قضت على ( أحلام الإثنين ) و جعلتنا نترحم على أيام الوزير الدكتور علي النملة , إذا ما أرادت وزارة العمل أن تكون أكثر صدقاً مع نفسها قبل أن تصدق مع من وضع ثقته بها فعليها أن تلزم الشركات الكبرى ببرامج السعودة بدلاً من التضييق على المواطنين الغلابا في مشاريعهم الصغيرة . [email protected] twitter : @saudibreathe