لأن الجن استطاعوا بقواهم الخارقة أن يكشفوا لنا ما كان خافياً علينا, ولأجل الشكر ونسبة الفضل إلى أهل الفضل, لكل شيء, شكراً شكراً للجن. من شاهد معي خلال اليومين الماضيين ما جرى من مطاردات شبابنا للجن في أماكن حسبوا أن الجن يسكنها ويأمن فيها ببعده عن الإنس, من تابع سيناريو عمارة مستشفى عرقة ثم ما تلاها من عمارات مهجورة في أبها وغيرها, من كان متابعاً لذلك الأكشن يوقن تماماً بأن هنالك خلالاً ما قد أصاب برمجة شباب بلدنا, فقد أصبحوا يبحثون عن الجن ويطاردونهم, أما أنا فأشكر الجن لأنهم جعلونا نتعرف على قدرات شبابنا الخارقة والتي تتجاوز في حدودها قدرات الجن, بدليل مطارتهم للجن وأخذ أماكنهم, وقد تأكد بالدليل القاطع أن الشباب ليسوا كما تصورهم أو أساء الظن بهم الكثيرون من أهل مجتمعنا, فلم يكونوا كما قيل عنهم بأنهم اتكاليون وغير نافعين في الحياة العملية والكثير مما أُصدرَ من أحكام بحق الشباب القادم وأمل المستقبل. صدقاً أكد الشباب أنهم قادرون على فعل المستحيل, وأكد أنهم أمل مجتمعهم في المستقبل بكلِّ ثقةٍ وعزيمةٍ صادقة, فمن سمع منا بشراً يطردُ جناً, يحقُ لنا أن نفخرَ بهؤلاء الشباب الجبارين, فقد أتوا ما لم يأتِ به أحدٌ من قبلهم..! ولا أظن أحداً سيفعلهُ من بعدهم..! كم أتمنى أن تُخفف سياط النقد اللاذع والسخرية من ذلك الفعل, وأن يتم التعامل معهم كجيلٍ لا تعيقه أي حواجز أو شراك مهما بلغت ضراوتها, نعم لا يعيقهم أي شيء فقد طاردوا الجن, وهل من يطارد الجن يعترف بالأمور الجسام وقد أتى ما هو أدهى وأمر منها..؟! كل الأماني والدعوات أسوقها لأجل شبابنا بأن يفهم المجتمع رسالتهم ويقرأها جيداً, حتى لا يجد نفسه وقد ذهبت به الأيام والأوهام بعيداً.