ريهام زامكه دعتني صديقة شبه مجنونة تعمل في (الصحة النفسية بجدة) لزيارتهم ، وخوفاً وحرصاً مني على (البرج الوحيد) المتبقي من أبراج عقلي لم ألبِ دعوتها ، بل شكرتها بامتنان و أدب جم وبعد إلحاحها شتمتها بعدة شتائم وأغلقت الخط في وجهها لحرصي على سلامة عقلي من (مفاجآت) مجتمعنا الفاضل (الشبه عاقل) هذا ! دعوني أعترف لكم أني اكتب في هذا الصباح الباكر و أنا بكامل قواي العقلية والنفسية والجسدية والحمدلله ، وقد يكون هذا لا يهمكم ولا يعنيكم في شيء غير أني أردت التذكير والإصرار على سلامة قواي العقلية كي يتنسى لكم قراءة ما تبقى من مقالي اليوم وأنتم شبه متأكدين إذا « كان المستمع مجنون فالكاتب عاقل « ! كم مؤسسة و دائرة حكومية في وطني تحمل ( اسماً بلا مسمى ) ؟! إليكم على سبيل المثال لا الحصر ( وزارة التربية والتعليم / هيئة الأمر بالمعروف / هيئة الأرصاد / دار الحماية الاجتماعية / الصحة النفسية ..... ) . و حديثي اليوم سأقتصره على (دار الحماية الاجتماعية) و (مستشفى الصحة النفسية بجدة) و ما يحدث بداخلهم امن (بلاوي) يكاد لا يعرفها الكثيرون في دار لا تمت للحماية والأمان بصلة ,و مستشفى ( الداخل إليها مفقود .. والخارج مولود ) ! دار الحماية الاجتماعية على أرض الواقع ماهي إلا (سجن) يُعاملون من بداخله على انهم مجرمون ويستحقون أبشع وأقسى أنواع المعاملات الإنسانية , وكثيراً ما يلجأون إليه ظناً منهم أنه أرحم من الشارع في واقع أن الشارع قد يكون أرحم وأفضل من هذا المكان الموحش الذي يقع في جنوبجدة ، قرب بترومين ولا يفصل بينهما سوى عشرين متراً !! عشرون متر فقط تفصل بين (دار للحماية الاجتماعية) و (شركة لزيوت التشحيم ) ولا تعليق لدي لإضافته على ذلك ولكم حرية التعقيب !! تحدثت كثيرات عن الدار وقلت ما يكاد لا يُصدق في عديد من الجوانب الإنسانية و البيئية والصحية والنفسية والاجتماعية ,وانها غير مجهزة تجهيزاً كافياً في حال تعرضت أي واحدة من نزيلاته لوعكة صحية مفاجئة ,وإن لزم الأمر لنقلها إلى مستشفى يرفق مع تصريح الإذن بالخروج (توصيات مشددة) من المسؤولة بعدم الإفصاح للطبيب المعالج بأمور صحية قد تلقي الذنب على الدار نفسها ,وتجعلهم تحت طائلة ادعاءات وتحقيقات هم في غنى عنها أعانهم الله !! ومن لا تستمع وترضخ لمطالبهم أبسط ما يمكن أن يعدوا تقريراً يصفونها به «بالجنون» أو إنها تعاني من مشكلة نفسية ويتم نقلها على الفور للصحة النفسية وقد تكون صحتها النفسية وقواها البدنية والعقلية أفضل وأحسن مني ومنك عزيزي القارئ لكنهم يوردون الإبل أو (البشر) إن صح التعبير كذلك ! وبما أن «الساكت عن الحق شيطان أخرس» وقد كرمني الله بأني أنتمي «للإنس لا الجان» -وإن كنت في بعض الأحيان أشك في أمري-أطالب من جهتي بالتحقيق فيما يحدث داخل هذه الدار من إهمال وتسيب واضطهاد وحل مشاكل النزيلات بمنتهى الفوضى الديكتاتورية واستغلال فاسد للسلطة بغير وجه حق ! أما الصحة النفسية يطول الحديث عنها وقد لا تتسع صفحة ولا صحيفة كاملة لذكر ورصد الكثير الكثير من التجاوزات والمشاكل والفساد الإداري والأخلاقي لغالبية العاملين هناك , فعن لسان بعض ممَن شاءت أقدارهم السيئة زجهم و دخولهم هذا المكان ذكروا أنهم كانوا يتعرضون للضرب والربط وسوء المعاملة الإنسانية وأمور «قد تكون غير صالحة للنشر» , إلى جانب إجبارهم على تعاطي الحبوب والمهدئات وإبر التخدير ,وهذا أمر فظيع لا يستوعبه عقل و ترفضه الإنسانية و تتشارك أسرة المريض مع الجهة المعنية في المسؤولية عن هذا. وكم أتمنى ايضاً أن يطال التحقيق مستشفى الصحة النفسية بجدة لما يحدث بداخله من عنف واضطهاد وإهمال للنظافة والوقاية ومعاملة سيئة للمرضى. ما بين المكانين ... هذه تحول لتلك , وتلك تستقبل من هذه , وما الإنسان لديهم إلا كائن حي لا قيمة له هنا أو هناك ! تحية أبعثها لكل انسان لا يزال ضميره و عقله يعملان بشكل سليم و طبيعي و صحي و اذا لم تكن لي و الزمان ( شرم برم ) فلا خير فيك و الزمان ( ترللي ) ! سلام. rzamka@ [email protected]