لايخفى على أحد قيمة وأهمية مواقع التواصل الإجتماعي في الوقت الحالي، وما لعبته من دور فعال ومهم في نقل وتبادل الأخبار والأحداث وإيصالها للقاصي والداني من مشارق الأرض إلى مغاربها على مدار الساعة. فهذا هو عصر الإعلام الجديد الذي أصبح هو الفاعل والمؤثر الأقوى على العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإنسانية كذلك. ويعد موقع تويتر من أهم وأقوى مواقع التواصل الاجتماعي،غير إنه أصبح أشبه بساحة للحروب الإلكترونية,والحرب فيه "قائمة على أشدها" بين جميع الأطياف والانتماءات واشتدت أخيراً المنافسة بين التيارات المتشددة والليبراليين والعنصريين والمتطرفين والمثقفين وأنصافهم وأشباههم! فأصبح هذا يكفر وآخر يتهم و يقذف و يهدر دم إنسان , وأصبحت اللغة السائدة هي لغة التهديد و الوعيد والتحريض والنهش في أعراض الناس التي لا يرضاها و لا يقرها عقل ولا سياسة دولة يحكمها قانون ولا تعترف بسياسة (البلطجة)التي يمارسها (بلطجية تويتر) الذين يستبيحون كل ما ليس لهم من أعراض ودماء واسماء وسمعة البشر، وكأننا نعيش في غابة البقاء فيها للأقوى المطبق لنظرية "خذ حقك بعضلاتك" ! لكن لا عزاء لهؤلاء البلطجية الذين يتخذون من هذه المواقع ساحات للحروب والمعارك الإلكترونية، مستترين متلصصين خلف شاشات يتحدثون بدون أي مسئولية أو دراية بعواقب ما يقولون وما يفعلون! يا لهذا المجتمع العربي الذي أصبح يضج بآفة الصراعات الطائفية والعنصرية والعرقية والمذهبية والدينية اللامنتهيه التي يشعلها المغرضون أعداء الإنسانية والسلام ! يجب أن يعي "بلطجية الإنترنت" أن الإنسانية لا تَعرف ولا تعترف بالعنصرية والبلطجة . وليس لأحد "كائن من كان" أن يحكم على الآخرين حسب فكره ومعتقده واهوائة الشخصية التي إن لم تتوافق معه، بادر بإعلان الحرب عليهم الكترونياً و أهدر دمهم وشوه صورتهم وسمعتهم قدر الإمكان حتى يصل لمبتغاه ومصلحته الشخصية. وفي رأيي الشخصي لو كان بإمكان هذا العصفور المسكين الخروج لأرض الواقع و الكلام لشتم ورفع دعوى قضائية على كل بلطجي جعله (ينهق) بدلاً من أن (يغرد)؛لأن تبادل الأدوار لا يصلح . وبالأخير ما يصح إلا الصحيح كما تعلمون. فلنجعله طائر حرية و رحمة وسلام , محلق دائماً في سماء صافية وجو إن تلبد بالغيوم يوماً، لا يتعكر صفو الكلام. وهنيئاً لمن وضع لنفسه قيماً ومبادئ سار عليها ولم يحد عنها، مهما تغير وتبدل العالم من حوله . وشكراً جزيلاً مني بإسم جميع "المتوترين"العقلاء النبلاء لمن كفى الناس شره و شر فساده وإفساده و"طولة لسانه" . وكم أتمنى بعد هذا المقال أن لا يتبعني و يتتبعني "بلطجي" منهم.كفاني الله وإياكم شرهم وشرورهم و كفى الله المؤمنين شر القتال. rzamka@ [email protected]