هي فعلاً كذلك. بل لعلها أول جهةٍ حكومية(نظيفةٍ) من أي فساد. لكن هذا ليس (مَنْقَبَةً)..بل أكبر عيب. فنظافتُها تعادل في (المثالب) كلَّ أوزارِ فساد الجهات الحكومية، بسكوتِها عنها. إنها (هيئة مكافحة الفساد). أُسست أو (تَخَلّقَتْ) قبل تسعة شهور. فانْتَبَذَتْ مكاناً قَصِيّاً من الكتمان لرعاية أمانةِ حملِها و تأسيسِها. حتى إذا جاءها المَخاضُ بعد الشهور التسعة، تَرقّبَ الناسُ (الرحمةَ المُهداةَ) منها. فإذا بها (إعلاناتُ توعيةٍ بمخاطر الفساد) و (أداءُ موظفيها القَسَمَ الوظيفي)، و كأن هذا هو المطلوب. بدا الأمر كإرسال فرقةِ شرطةٍ لبلدةٍ أتْعبَ اللصوصُ أهلَها، فارتَأتْ الفرقةُ العملَ أشهراً في (القَسَمِ الوظيفي) لأفرادها ثم توعية الناس بمخاطر الجرائم التي تنال منهم يومياً..أما مهمتُها الأساسية فتنتظر (فَرجاً) لا تعرف طريقه. نحمد الله أن هيئتَنا (بِقَسَمِها) ستكون (نظيفةً) من أي فساد. على الأقل لنفتخر بدائرةٍ (عصِيّةٍ) على الفساد من داخلها. ونشكو لله، ألّا تُمسك فعلاً بملفات التعامل القوي مع (الفساد الحقيقي)، لا النظري و لا الشكلي و لا الرمزي. فهي (هيئةٌ بلا فساد)، حتى لا نقول بلاعمل، إن لم تُمسك بِحبالِه وحبائلِه و تعالجْها بالحسم الذي حُمّلَتْ أمانتَه. ستغدو كماءٍ بلا لونٍ و لا طعمٍ و لا رائحة..و نَفْعُها للمفسدين أنها (بلا فساد)..لا منهم..و لا عنهم..و لا إليهم. Twitter: @mmshibani