كما كان غزوُ إسرائيل لغزة امتحاناً عربياً،نجح فيه من نجح و خاب من خاب، أصبحت الثورة السورية اختباراً دولياً فضح حقائق البعض و قَزّمَ قادةً كنا نظنهم كباراً. ويبقى موقف منظمة (حماس) مُلفتاً. فهي غير مستقلة في قرارها كالأنظمة العربية.بل إن ما يُمارس عليها من ضغوط مقيتةٍ،سواء من نظام بشار الذي لا يعرف الرحمة أو طهران المُبْتَزّ مالياً لمن يُجاريه أو يُخالفه، تجعلها في أضعف المواقف وأولَ المستسلمين للنظامين. لكنها فاجأتنا بموقف مبدئيٍ مع الشعب السوري وبانسحابٍ تدريجيٍ من دمشق و نَأْيٍ متعقلٍ عن نظامها. موقفُها مأزقٌ جديد يضاف لسلّة مآزقها المشحونةِ بالمآسي والمظالمِ والحصارات. إلا أنه يعتبر في ضوء ظروفها (نجاحاً) سياسياً يستحق الإعجاب. بقي سؤال يفرض نفسه :هل ستقابلها الأنظمة العربية باحتواءٍ يعوّضها عن خسائرها الحالية والمستقبلية جراء موقفها التاريخي،أم ستعطيها أُذناً من طين..و أخرى من عجين.؟. Twitter:@mmshibani