اعتقل الأردن مدير مخابراته الأسبق محمد الذهبي لتقديمه و آخرين للمحاكمة بتهم "غسيل أموال"، قيمتها (42 مليون دولار). ليست القيمةُ كبيرةً بقدر جُرمِ من كان (مسؤولاً) لأربع سنواتٍ عن محاربتها فوَلَغَ فيها طولاً و عرضاً. فهل يستحق عقوبةً مضاعفةً.؟.لكن الأبرز أن القضية تلامس جوهر : متى يجب على النظام أن يُضحيَ علناً ببعض أركان فساده ليحافظ على (مصداقيته) و (هيبتِه).؟. إنه أخطر سؤالٍ في بلاطِ الأنظمة. فالأعوانُ يَحمون أنفسهم (بإيهامِها) أن (التضحيةَ) تعني (تَوسيخَ) النظام. و الأصحُّ أنها تحقق (مصداقيتَه) أمام الشعب، و تسترد (هَيْبتَه) بين الأعوانِ الآخرين. فالعامّةُ لا يشفي غليلَها إلّا تقديم رؤوسٍ كبيرةٍ للفساد، و الأعوانُ يفهمون تخاذلَ النظام عن ذلك أنه (ضعفٌ)..فيَتَمادون. هذه هي المعادلةُ التي وَزَنَها النظامُ الاردني في قضيته..لأن الأخطر منها هو أن (تحارب) الفساد و لا تُطيح برأسٍ من رؤوسه. Twitter:@mmshibani