في تقديري أن منابر المساجد أبلغ تأثيراً حتى من الإعلام و الصحافةِ السيّارة. و السببُ يَقينُ مُتَلقّيها من أقصى درجات (المصداقية) باعتبار مرجعيةِ مضامينِها للكتاب و السنة. يبقى دور (الخطيب)، بعلمه و نضجه و طرحه لكل موضوع. فإن (أحسن) و (أبدع) حقق صدى في نفوس العامة يصعب أن تمحوه وسائلُ الإعلام الأخرى إلى الجمعة القادمة..و هكذا دواليك. أما إن اختار خطبةً هلاميةً غير واضحة أو بعيدة عن واقع الحال أو مُجافية لصفاء الدين و سماحته، فقد اختار أن يَبوءَ بأقل أجرٍ عند الله ثم الخلائق، لأن المقادير هيّأت له أفضل مكان فآثر أن (يُقزّمه) أو (يَحرفه) أو (لا ينفع به). فيكون بهذا كوليِ أمرٍ مَكّنَ الله له كل المعطيات فاستخلص أقلَّها شأناً مع اقتداره أن يؤدي أعظمها فيعمّ النفع و يجزل الثواب. خُطبُ المنابر (أمانةٌ)..و خطباؤها (مؤتمنون)..أن (يؤدوها بحقها) أو (يُقزّموها) أو حتى (يضيّعوها). Twitter:@mmshibani